طلال سلمان

صوتك دولار، صوتك يورو!

سبحان من يغير ولا يتغير… الا بالديمقراطية!

ولان الشعب اللبناني يتسلى بالحديث عن الديمقراطية ولا يمارسها، فان ايمانه بطائفيته يغلب على تعلقه بالديمقراطية الوافدة مع مبتدعات الغرب وتراثه الاستعماري العريق..

وهذا الشعب العظيم، متعدد الأصول والأعراق فيه من كل مستعمر عبر هذه البلاد شيء منه: من الصليبيين شيء من الدموية، ومن العثمانيين شيء من التكبر، ومن الفرنسيين شيء من التجبر، ومن الاقطاع شيء من التباهي بما ليس له..

مع كل حفل انتخابي يعيد “اللبناني” اكتشاف نفسه: يذكره كل مرشح بصفحة تناسبه من التواريخ المتعددة لهذا الشعب العريق.

البعض يذكر الناخب المسيحي بأنه يتحدر من شجرة اجداده المسلمين..

وبعض آخر يذكر الناخب المسلم بأن جده الرابع كان “روميا” من اتباع السلطنة، والأولىَ به بأن يعود إلى اصوله..

بعض ثالث يؤكد للدرزي انه كان مسلماً، ثم اختار حرية المعتقد..

أما “الصوت التفضيلي” فصار لا بد من ذرائع مختلفة لإقناع من سينتخب انه مرشحه المرتجى، إما بقوة النسب، وإما بخطورة النفوذ، وإما بأفضال السلاح الذي لا يُقهر: الدولار.

حتى “اليورو” سقط، مع الصوت التفضيلي.. هل أفضل من الدولار؟

ربما لهذا انقسم المرشحون حزبين: حزب الدولار، وهم المحافظون / وحزب اليورو، وهم المجددون!

..ولان اللبنانيين من اهل الابداع، فقد قررت “النخبة” منهم أن تنتخب النساء باليورو بينما يثبت الرجال على ايمانهم بالدولار.

Exit mobile version