طلال سلمان

صلاة مغرب العرب.. في البيت الابيض!

أكدت الازمة مجهولة الاسباب التي بلغت حافة الحرب بين السعودية ومعها البحرين والامارات ضد قطر، أن المرجعية الفعلية لهذه الدول التي يتلفع قادتها الكوفية والعقال ويتجلببون بالعباءات المذهبة، هي: البيت الابيض في واشنطن ومعه دوائر الاستخبارات والبنتاغون حيث القرار للعسكر.

سقطت جامعة الدول العربية بالضربة القطرية (الخليجية) القاضية، يوم سلمت “بطرد” احدى دولها المؤسسة، سوريا، من جنتها، لحساب العصابات المسلحة التي أنشأتها ورعتها ومولتها وسلحتها دول الخليج بالقيادة القطرية المطهمة..

وها أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، المعروف بشهامته وحرصه على المصالح العربية العليا، يبادر فيتصل بطرفي الازمة: الملك سلمان بن عبد العزيز (ونجله الفذ الامير محمد بن سلمان، ولو بواسطة وزير الخارجية الاميركي)، وكذلك بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امير قطر، داعياً إلى الهدوء والحكمة واعمال العقل والمصلحة، عارضاً عليهما القدوم اليه في البيت الابيض ليفصل بينهما فيعطي لكل ذي حق حقه… ويأخذ هو كامل الحقوق..

تحركت اوروبا جميعاً للوساطة واصلاح ذات البين بين “الاخوة العرب”، اما تركيا فقد افادت من الشقاق لتنتقم من السعودية فتقرر ارسال قواتها الى قاعدتها العسكرية في قطر، المحاذية لقاعدة “العيديد” الاميركية، توكيداً لسيادة شبه الجزيرة التي تفجرت بالغاز حتى كادت تغرق في الخليج..

لا وسيط عربياً غير امير الكويت، الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، الذي لم يمنعه تقدمه في السن، من تمضية يومين في الطائرة، متنقلاً بين الرياض ودبي قبل أن يبلغ الدوحة، في وساطة لإصلاح ذات البين بين الاسر الحاكمة بالذهب في الجزيرة والخليج..

أما الدول العربية الفقيرة، من مصر إلى موريتانيا، عدا الجزائر، ومن السودان إلى الصومال انتهاء بجيبوتي، فقد انحازت إلى “الاغنى”، أي السعودية ومن معها، وأعلنت “الحرب” على الامارة المن غاز..

البيت الابيض أفخم، بطبيعة الحال، من مبنى جامعة الدول العربية في القاهرة، والذي اقامه جمال عبد الناصر على “انقاض” القاعدة البريطانية، التي كانت واحدة من قواعد الاستعمار في عاصمة الثورة العربية..

وصحيح أن “قاضي الصلح” الاميركي دونالد ترامب سيكون باهظ الكلفة، لكنه “السيد” الذي كلمته امر والعصا لمن عصا.. وهو القادر على إعادة كل “دولة” إلى حجمها الطبيعي، وتوزيع ادوار هؤلاء الاتباع، بحيث لا يتصادمون فيفتحون الباب “لتدخلات خارجية”، حتى لو كانت من الحلفاء الاوروبيين مثل فرنسا او المانيا.. او حتى من “السلطان التركي” رجب الطيب اردوغان الذي أعلن استعداده لنجدة قطر عبر قاعدته العسكرية فيها.

المهم أن حكام دول الخليج قد أعلنوا انفصالهم واستقلال قرارهم عن “اشقائهم” السابقين من العرب الفقراء، وباتوا من اصحاب الحظوة لدى سيد الكون الاميركي الذي يسهر على مصالحهم ولا ينام الليل اذا هم قلقوا او تهددتهم المخاطر.. ولا تهم كلفة هذه الحماية، فليس امراً بسيطاً أن يصبح امراء النفط وشيوخ الغاز من الضيوف الدائمين على البيت الابيض، يأتون بالعباءات المذهبة والكفافي المطرزة، وتُفتح لهم غرف العائلة للصلاة فيها إذا ما رفع اذان المغرب… مغرب العرب والمسلمين!

خصوصاً وان هذه الغرف معطرة. برائحة حريم السلطان ترامب!

Exit mobile version