طلال سلمان

شهداء وقتلة..

قبيل انتصاف شهر حزيران 1978، قامت قوة مسلحة قيل انها تنتمي إلى الشيخ بشير الجميل وبتوجيه منه، بمهاجمة بيت طوني سليمان فرنجية في اهدن فأبادت الاسرة جميعاً طوني وزوجته وابنته الطفلة، ونجا الفتى سليمان فرنجية لأنه كان عند جده الرئيس سلميان فرنجية.

ذُكر آنذاك أن سمير جعجع كان في عداد القوة المهاجمة، ولكنه نفى، في ما بعد مشاركته في المذبحة، وان ظلت الشبهة قائمة..

واستقر طوني فرنجية الشهيد في الذاكرة الوطنية.

ثم بعد عشر سنوات الا قليلاً، وفي الاول من حزيران 1987، نظمت مؤامرة لاغتيال احد ابرز القيادات الوطنية في لبنان ورئيس الحكومة آنذاك الرئيس رشيد كرامي.. وكانت المؤامرة شديدة الاتقان، اذ كلف خبراء يفترض انهم عسكريون بزرع عبوة ناسفة في طائرة الهليكوبتر العسكرية التابعة للجيش والتي كانت تنقل الرئيس رشيد كرامي من الشمال، فانفجرت بُعيد قيام الطائرة، فقتل الرئيس على الفور واصيب الوزير عبدالله الراسي الذي كان يرافقه بجراح.

هذه المرة، ايضا، اتجهت اصابع الاتهام إلى سمير جعجع بالتعاون مع بعض العسكريين الذين باعوا ضمائرهم بثلاثين من الفضة.

ولسوف يلقى القبض على سمير جعجع، بعد هذه الجريمة، ويحاكم على جريمة اغتيال الراحل داني شمعون واسرته جميعاً في بيته في بعض ضواحي بعبدا.. كما على جريمة اغتيال الرئيس كرامي، فيحكم بالإعدام، ثم ينزل الحكم إلى المؤبد.

اما الجريمة العظمى فكانت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في قلب بيروت في الرابع عشر من شباط 2005..

وفي اعقاب هذه الجريمة عصفت بالبلاد فوضى عظيمة، وأمكن تمرير قانون بالعفو عن بعض الجرائم ومرتكبيها، وكان بين المعفو عنهم سمير جعجع الذي خرج إلى الحرية بعد أحد عشر عاماً امضاها في سجن وزارة الدفاع في بعبدا.

رحم الله الشهداء الميامين لتتكفل عدالته بإنزال العقاب بالقتلة.. ولو صيرتهم الجريمة “زعماء”!

Exit mobile version