طلال سلمان

سياسيو الخلسة يغتالون»برلمان 96«

لا أحد في لبنان يقبل مبدأ المحاسبة!
الكل يريد ويلحّ ويصرّ ويستميت على محاسبة غيره.
لكن أحدù لا يرى في ما يأتيه أو يقوله ما يمكن أن يخضع للحساب!
هو فوق الحساب دائمù، أما الآخرون فكلهم مخطئون تتوجب محاسبتهم بقسوة وبغير إبطاء!
لا الحكومة تقبل مبدأ المحاسبة، فهي القيصر وزوجته معù: فوق الشبهات!
ولأنها محصّنة ضد الحساب فكلّ من وزرائها يرى نفسه فوق النقد، فإذا ما صودف ان وُجِّه إليه انتقاد جاء رده عصيبù، مستهجنù ومستنكرù ومستغبيù هذا الذي يتجاوز حدوده فيجدّف ضد… صاحب العزة!
أما النواب الذين يتباهون بأنهم »عيون الشعب« يراقبون باسمه ويحاسبون بالوكالة عنه، فإنهم لا يحبون أن يخضعوا هم للمحاسبة، وتستفزهم المساءلة حتى وهم واثقون من أن جعبتهم مليئة بالأعذار والتبريرات، وأعظمها شأنù أنهم معطّلون ولا يملكون ممارسة دورهم الطبيعي في محاسبة الحكومة عن تقصيرها!
من هنا تقاطعت السيوف الحكومية والنيابية على البرنامج »البدائي« الذي كان يقدّمه تلفزيون لبنان تحت عنوان »برلمان 96«… وهو بدائي لأنه كان مضبوط الإيقاع ومحكومù الى حد كبير بطبيعة المحطة التي يُذاع منها: »الرسمية«…
لقد اغتيل هذا البرنامج الناجح اغتيالاً علنيù وفي وضح النهار،
اغتيل لأن المسؤولين يرون في »الخرس« أعظم ضمانة لاستمرارهم في مواقعهم: انهم مواليد الخلسة والمصادفات، وأي نقاش جدي لممارساتهم يكشف أنهم لا يستحقون أن يكونوا حيث هم.
الصمت أضمن من الدعاية…
وهكذا ضحّوا ببرنامج كان يعطيهم ساعات من الدعاية والاعلان المباشر عن »إنجازاتهم« حتى لا يتعرّض واحدهم للحظة مساءلة (من قبل الجمهور أو الصحافة أو مقدّمة البرنامج) حول ما قدّمه هو لمنطقته، أو خاصة حول ما لم يقدّمه.
الديموقراطية معتلّة حتى في حصن الديموقراطية،
والسياسة عوراء حتى عند محترفي السياسة من أصحاب العيون الجريئة!
من أين يأتي الإنجاز إذن،
وحول ماذا يكون حوار المنتفعين بالخرس العام؟!
»ط.س.«

Exit mobile version