لم يكن سهيل الحسيني صحافياً، لكنه أعطى عمره لمشروع صحافي من خلال وعيه بأن الصحافة تعني الاهتمام بقضايا الناس ومعالجة شؤون الناس ومحاولة التخفيف من هموم الناس.
الصحافة لوليد، أما الناس ناس الجريدة، سواء من هم فيها أو من هم حولها فمسؤوليته رعايةً واستضافة واهتماما كاد ينسيه نفسه… بل هو قد نسيها فعلاً: الصحافة وليد، والأسرة أسرة وليد، والمستقبل لسامر، وهو حارس الصفاء والهناءة للأعزاء الثلاثة الذين »تفرغ« لهم ورأى فيهم أبهى ما في الدنيا.
وكان يمكن أن تصير صديقا لسهيل، ويصير سهيل صديقا لك من دون أن تسمع صوته. فهو لم يكن ثرثارا، ولا كان يتدخل في ما لا يعنيه، وكان هادئا جدا، لا يستفزه أمر، ولا يصرفه شيء عن اهتمامه بتأمين أسرة »الكفاح العربي« وأسرته أسرة شقيقه وليد من ضمنها.
رحم الله الصديق الذي كان أقرب إلى الأخ منه إلى الزميل والذي غادرنا مبكرا لأنه استنفد قلبه بأسرع مما ينبغي.
} شيع في طرابلس بعد ظهر امس المدير العام لجريدة »الكفاح العربي« سهيل الحسيني وجرت مراسم التشييع في جامع الطينال حيث صلي على الجثمان ووري الثرى في جبانة باب الرمل في طرابلس. وتقدم المشيعين محافظ الشمال ناصيف قالوش ممثلا رئيس الجمهورية اميل لحود.