من حظنا، أبناء جيلي وأنا، اننا عشنا، مرة، في ظلال الضمير، وتقدمنا خطوة ـ خارج النظام، في اتجاه بناء الدولة..
من حظنا، أبناء جيلي وأنا، اننا عشنا في زمن سليم الحص ومعه، وتعلمنا منه ما لا ينفعنا كثيراً في دولتنا بنظامها الفريد، ولكنه يعزز فينا الشعور بالكرامة والانفة… ورفض النظام الذي يُلغي الدولة ويسحق مواطنيتنا.
من حظنا، أبناء جيلي وانا، اننا عشنا حقيقة استحالة الجمع بين الوطنية والطائفية، وبين الاقطاع والديمقراطية، وبين العروبة والاستسلام لأسباب التفوق العسكري عند العدو الاسرائيلي تحت الرعاية الاميركية.
من حظنا، أبناء جيلي وانا، اننا عرفنا رجل دولة، من خارج اهل النظام، يفكر ويقرأ ويكتب… بينما تعودنا على من يكتب له ويقرأ عنه ويكره التفكير لأنه متعب نهاراً ومقلق ليلاً.
من حظنا، أبناء جيلي وانا، اننا عرفنا قائداً يحكم بضميره لا بسيفه، ويحفظ حقوق الناس من الناهبين، ويحمي اقتصاد البلاد من الفاسدين.. فكيف له أن يستمر في قلب دست الحكم، وكيف يمكن أن يتحمله نظام الفساد والافساد، وكيف لا يهزمه مال البداوة ومعه الديمقراطية وحق الناس في أن يعرفوا وان يختاروا من يحكمهم بالعدل… ثم يخرج من الحكم افقر ما دخله الا بالرصيد الاخلاقي المميز الذي لا يملكه الا قلة قليلة تعد على اصبعين او ثلاثة منذ انشاء هذه الدولة المستولدة قيصريا بنظامها الهجين، وحتى اليوم… وقد شفع لها أن معظم المنطقة قد قطعت اربا ثم جمعت دولاً شتى لتقوم دولة العدو الاسرائيلي في القلب فتمنع وحدة المصير وتستولد الخلافات بين هشاشة الكيانات المستولدة خلافاً لمنطق الجغرافيا والتاريخ بما يبقينا على ما ترون من الهجانة ومن التغرب ومحاولة الهرب من المصير المشترك.
سليم الحص: يا ضميرنا الحي، يا الوعد بالمستقبل الافضل.