طلال سلمان

رعايا ورصاص

ناء اللبنانيون بالأحمال التي تُثقل ظهورهم وتستنزف مقدراتهم المحدودة وترهق ميزانية كل منهم وتفرض الجوع على الشعب جميعاً.

128 نائباً لأقل من خمسة ملايين مواطن، ينتخب من بينهم أقل من ثلاثمائة ألف فيوزعون أصواتهم على لوائح عدة، في ست محافظات في دولة لا يصل تعداد السكان فيها بالشيب والشباب بالنساء والرجال، إلى خمسة ملايين طفل وفتى وامرأة ورجل … مع “ها لكم أرزة العاجقين الكون”!

يذهب الرعايا اللبنانيون إلى الانتخابات النيابية طابوراً يتقدم ومن خلفه طوابير الناخبين المرتهنة أصوات معظمهم لدى الزعامات التقليدية والوجاهات المحلية وقلة من الوجوه الجديدة التي ترى في نفسها الأهلية والقدرة على التجديد والتقدم بالحياة السياسية في البلاد إلى حيث تطمح: الديمقراطية وتحقيق العدالة الإجتماعية والقضاء على الفقر والتبعية، تثبيت مجانية التعليم والطبابة والإستشفاء لكي يعيش الناس حياتهم بسلام ويوفروا لأبنائهم المستقبل الأفضل.

يدوي الرصاص مع إعلان النتائج ويتبادل الناخبون التهاني في غيبة من “صيروهم ” نواباً… بينما هؤلاء الذين انتخبوا يحاولون حياكة كتل وازنة للمشاركة في الحكومات الجديدة للعهد الميمون و”لا شكر على واجب” للناخبين المخلصين!

وكالعادة: يرتفع النواب إلى فوق، ويبقى المواطنون تحت، تزداد المسافات بين الطرفين حتى ينقطع الاتصال أو يكاد إلا في المناسبات الحزينة حين يضطر من غدوا نواباً إلى زيارة من رفعوهم إلى الندوة النيابية لتقديم واجب التعزية بوصفه أقل تصرف يعبر عن الإمتنان لنتائج التصويت.

Exit mobile version