طلال سلمان

رزان النجار:على قائمة الشرف

كل انسان، وكل عمران، هدف محتمل لرصاص العدو الاسرائيلي، لا فرق بين ذكر وانثى، بين شاب وعجوز.. كذلك لا فرق بين ابن الضفة الغربية وابن غزة.. والاخطر انه لا فرق في عين العدو بين المتظاهر، سلاحه الوحيد الحجر، وبين مسعف مهمته المساعدة على انقاذ الجرحى الذين يسقطون في التظاهرات السلمية، والتي يحولها العدو إلى مذابح.

رزان النجار، المسعفة في الهلال الاحمر الفلسطيني، الشابة الجميلة والتي بالكاد بلغت الواحد وعشرين ربيعاً، كانت تتخذ موقعا لها قرب الشريط المكهرب الذي اقامه العدو الاسرائيلي ليفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فكل متظاهر لا تردعه صاعقة كهربائية تولى الجند قتله برصاصهم.

رزان النجار، التي لم تكن تحمل سلاحاً، ولا حتى حجراً، تلقت بصدرها رصاص العدو الاسرائيلي، فسقطت مضرجة بدمائها، وصارت ـ هي المسعفة ـ بحاجة إلى من يسعفها.. لكن الرصاص المسموم لم يترك لها فرصة للحياة، فاستشهدت على الحد الفاصل بين الفلسطينين المحتلتين.

رزان النجار التي رابطت في الميدان، شرق محافظة خان يونس، متطوعة في هيئة الاغاثة الطبية، كانت مع صديقتها وزميلتها رشا قديح التي حلمت بها شهيدة عند شريط السياج، وقد ارتدتا ملابس هيئة الاغاثة المحمية ببروتوكولات دولية.. في مقابلهما، خلف الشريط الشائك، كان يوجد خمسة جيبات اسرائيلية. خرج اثنان من الجنود ووجهها قناصتيهما تجاه اربعة من المسعفين، وأطلقا النار عليهم، وبعد دقائق تمكنوا من اخلاء المصابين ثم تراجعوا إلى الخلف مسافة عشرين متراً عن السياج، وعندها أطلقت عليها قنابل الغاز، بداية، وبعدها رصاص الغدر، وارتقت رزان النجار ابنة بلدة خزاعة شرق خان يونس شهيدة برصاصة اصابتها في صدرها مما ادى إلى قطع شريانها الابهر، كما اصيب زميلان من رفاقها.

رزان النجار تسكن الآن الضمير العربي الذي يعاني سكرات الموت عجزاً ..

أما الضمير الانساني الكوني فقد بدأ يتحرك، لكنه يحتاج من الزمن ما يحتاجه تحرير فلسطين!

 

Exit mobile version