طلال سلمان

راهن على أميركا.. تكسب!

الموقف من السياسة الأميركية وطريقة تعاطي كبار المسؤولين مع الخارج أكثر وحشية وقسوة وانتهازية من دول الاستعمار القديم الفرنسي والبريطاني.

ربما بسبب من اتساع مساحة الولايات المتحدة الأميركية، وربما بسبب العدد المليوني لسكانها، فإن مسؤوليها، الكبار والأكبر منهم، لا يعرفون ما يكفي عن الشعوب في الدول البعيدة جغرافياً عن القارة الأميركية ويتصرفون بسذاجة ملفتة يغطي عليها الغنى الفاحش للكبار من أهل الصناعة والتجارة فيها، وصولاً إلى الزراعة.

          في “المواجهة” التي تجري على شاشات التلفزة والتي تتابعها نسبة كبير من المواطنين السذج ممن لا تتعاطى ولا هي تهتم بالشؤون السياسية، لا سيما الخارجية منها، تتكشف ضحالة الثقافة السياسية للمرشحين (كما للرعايا).. فالشعارات التي تطلق –في المواجهات والمشادات بين المرشحين- إنما تتصل بالشؤون الداخلية (هموم الحياة اليومية).. أما في السياسة الخارجية فالمحاور محددة ومحدودة: التنافس مع الصين (بعدما تقدمت اقتصادياً على روسيا) ورعاية إسرائيل والاستهانة بالعرب عموماً ما عدا أهل النفط منهم (وهم في الجيب دائماً بغض النظر عن الفائز أو الخاسر في الانتخابات الرئاسية) فهم أهل حظوة، فالذهب هو الأصل والباقي تفاصيل.

          ومن أطرف ما يروى عن الانتخابات الرئاسية الأميركية أن المرشحين فيها، لأي “حزب” انتموا يتلقون “تبرعات محرزة” من بعض أهل النفط العربي، من دون تحسب.. بل أن بعضهم “يدفع” للمرشح وخصمه.. فالفوز عند علام الغيوب، ومن الضروري أن يحتاط.. فالحيطة أساس النجاح.

Exit mobile version