طلال سلمان

دوخة الديمقراطية!

انتهت الانتخابات الرئاسية، في فرنسا،سبحان الله، من دون “ضربة كف”:

اندفع اكثر من خمسة واربعين مليوناً من النساء والرجال إلى صناديق الاقتراع فيهم اليميني واليميني المتطرف، اليساري واليساري السابق، وفيهم المتحدر من اصول جزائرية او مغربية او افريقية.. ادلوا بأصواتهم خلال ساعات النهار، بعضهم مدفوعاً بالتعصب لحزبه او مرشحه، وبعض آخر “محايد” ولكنه لم يتردد في اداء واجبه الانتخابي، وبعض ثالث تجشم عناء الرحلة إلى قلم الاقتراع ليضع ورقة بيضاء، لأنه لم يجد بين المرشحين الكثر من يستحق صوته..

في اليوم التالي احتشد جمهور الفائزين لتحية رئيسهم الجديد الذي تسلم الرئاسة من سلفه بلباقة، ثم ودعه حتى سيارته بلياقة، ويعدما تعرف على موظفي القصر الجمهوري قصد بلدية باريس فاستقبلته رئيستها، ثم إلى ضريح الجندي المجهول حيث لاقاه “الرئيس السابق” فقدما التحية معاً، ثم ذهب “السابق” إلى بيته و”الرئيس” إلى مكتبه.

لا اطلاق نار، ولا ضحايا للرصاص او القذائف ولا خصومات قاتلة، برغم حدة التنافس الذي دفع بمرشحة اليمين المتطرف إلى الرقص، تعبيرا عن انتهاء المعركة وعودتها إلى الحياة الطبيعية..

لم يصدر صوت بالاعتراض، ولا طعن احد بصحة الاقتراع، ولا “سرقت” بعض الصناديق او حطمت او أتلفت اوراقها.. وصار لجميع الفرنسيين، موالين ومعارضين ومعترضين رئيس جديد..

في هذه الاثناء كان الرعايا العرب ومعهم ملوكهم والرؤساء “يتفرجون” على بدعة “الديمقراطية”..

أما في لبنان فكان الرؤساء والكبراء والوزراء والنواب والسابقون من اصحاب المواقع السامية “يدّوخون” اللبنانيين في دوامة قانون الانتخابات الذي تعذر انجازه على امتداد ولايتين رئاسيتين في فرنسا!

Exit mobile version