طلال سلمان

دوافع إسرائيلية تفرض اتفاق وقف النار

قطاع غزة ـ حلمي موسى

يبدو أن اتفاقا لوقف اطلاق النار في لبنان بات وشيكا. والسبب الاساس في اقتراب التوصل لهذا الاتفاق ينبع من تراجع اسرائيل عن اشتراطاتها المبالغ فيها. وطبيعي أن هذه الاشتراطات كانت تنبع من تقديرات حول القدرات الذاتية والوضع الدولي وقدرات الخصم وما يمكن ان تحققه. وبدا جليا في أهداف الحرب المعلنة أن هذه الاهداف كانت تتصاعد. فبعد أن كان الهدف هو اعادة مستوطني الشمال الى بيوتهم بأمان خلال اسبوع او اسبوعين وابعاد حزب الله عن خط الحدود، صار الهدف ابعاد حزب الله الى ما وراء الليطاني وبعدها نزع سلاح حزب الله.

ولكن مع استمرار الحرب وتلاشي اثر الضربات الاولية الصاعقة وتعافي حزب الله وبداية الرد وفق قواعد مؤلمة للاحتلال، ورويدا رويدا صارت المفاوضات لانهاء الحرب تتناول أمورا مختلفة. وتراجعت هذه الاهداف من خلق نظام جديد الى محاولة تعديل القرار ١٧٠١ ، وبعد فشل هذه المحاولة صار الهدف معاقبة فرنسا وعدم منحها اي دور في الاشراف على تطبيق الاتفاق. وبعدما فشلت في كل ذلك صارت تطلب فقط ورقة ضمانات امريكية توفر لها تأييدا امريكيا للرد على اي انتهاكات للقرار ١٧٠١ لا تجد علاجا من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.

وبصرف النظر عن بعض تفاصيل الاتفاق المراد تطبيقه فإنه في الواقع اتفاق وقف نار وليس اتفاق انهاء حرب. ولذلك فإنه اتفاق مؤقت وهش وقد يشهد تطورات في هذا الاتجاه او ذاك بسرعة.

وبدا واضحا من الاتفاق ان اسرائيل هي المعنية الرئيسية بالتوصل اليه. فالحرب مع لبنان منهكة بكل المعاني: اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. والاقتصاد الاسرائيلي رغم مظاهر تماسكه، فقد الكثير جدا من عوامل قوته. فآلاف المنشآت اغلقت بسبب غياب اصحابها والعاملين فيها جراء خدمتهم العسكرية. وتراجع الانتاج ايضا بسبب غياب رجال الاحتياط او بسبب انتقال الاعمال والاستثمارات الى دول اخرى او بسبب تدمير المنشآت خصوصا في شمال فلسطين.

وقد ضغط الجيش من أجل وقف الحرب لاراحة قواته، خصوصا بعد ان عانى رجال الاحتياط من خدمة بلغت ٢٥٠ يوما في السنة. هذا من ناحية ولتسهيل اعادة ملء مخازن ذخيرة الجيش التي فرغت في الحرب، وبات من الصعب تعويضها جراء مصاعب انتاجية وسياسية.

والجيش الذي لم يحقق اهداف الحرب يعلن تأييده لاتفاق وقف النار وجاهزيته لمواصلة الحرب في اي وقت تقرره القيادة السياسية.

وبالمقابل يبدو ان اتفاق وقف النار يواجه معارضة شعبية لأنه لا يحقق تمنياتهم بمنع سكان الجنوب اللبناني من العودة الى بيوتهم ولأن عودتهم تعني عودة حزب الله.

الحكومة التي لا تزال فيها معارضة كبيرة لهذا الاتفاق تضعف الاتفاق والذي يوصف بأنه هش.وتتباهى اسرائيل بأن الاتفاق لا يجبرها على تحرير اسرى حزب الله. لكن هذا التبرير لم يقنع ايا من رؤساء المستوطنات الشمالية باعادة المستوطنين. وفي هذه الاثناء تتواصل الضربات المتبادلة بقوة كبيرة.

Exit mobile version