طلال سلمان

خطوة جديدة نحو النصر..

شدتنا الانتفاضة الشعبية التي أنزلت اللبنانيين، على مختلف انتماءاتهم، إلى الميادين والساحات في جهات لبنان كافة، عما يجري حولنا من احداث وتطورات، عن الاعتداءات الاسرائيلية التي لا تتوقف على الشعب الفلسطيني بعنوان مجاهديه الذين يبتكرون وسائل المواجهات مع عدوهم الوطني والقومي، عدو انسانيتهم.

إن هذا العدو يطارد كل من يتحرك لمواجهته: يقتل الفتية والرجال وحتى النساء الذين يتظاهرون، كل يوم جمعة، عند الحد الذي “استحدثه” العدو ليفصل بين الإخوة وأهلهم..

وطبيعي أن يطارد العدو القيادات والكوادر المؤثرة في التخطيط وتنفيذ المواجهة مع العدو، بأشكالها المختلفة، بدءاً بتسيير تظاهرات ومسيرات الجمعة من كل اسبوع، إلى مرجعيات العمل الفدائي التي تنظم الضربات المتوالية لجيش العدو ومخابراته..

ولقد نجحت المخابرات الاسرائيلية، في الأيام القليلة الماضية اغتيال بعض قادة المجاهدين، خصوصاً وان عملياتها تجاوزت حدود فلسطين المحتلة لتضرب حتى في بعض ضواحي العاصمة السورية، دمشق.

سقط المجاهد بهاء ابو العطا بتفجير منزله في غزة… شهيداً لفلسطين، وتمكن اطفاله وبقية افراد عائلته من النجاة.

انه شهيد جديد على طريق تحرير فلسطين.

هي خطوة جديدة نحو النصر..

من هو الشهيد “بهاء أبو العطا” الذي اغتالته إسرائيل في غزة؟

يعد الشهيد بهاء أبو العطا، القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، واحدا من أبرز المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية، لاتهامه بالوقوف وراء العديد من الهجمات التي تعرضت لها أهداف إسرائيلية على حدود غزة.

وبالرغم من أن أبو العطا، العضو في المجلس العسكري لسرايا القدس، وقائد المنطقة الشمالية التي تشمل مدينة غزة والبلدات الشمالية، لم يكن هو القائد العام للجناح المسلح، إلا أن اسمه تكرر مؤخرا في إسرائيل كثيرا، بعد أن حملته أجهزة الأمن الإسرائيلية مسؤولية الإشراف على العديد من الهجمات ضد الأهداف العسكرية على الحدود، ومنها عمليات إطلاق الصواريخ وقنص الحدود.

وكان أشهر الهجمات التي اتهمت إسرائيل أبو العطا بالوقوف خلفها، إطلاق صواريخ على مدينة أسدود، خلال مهرجان انتخابي قبل شهرين، كان يتواجد فيه بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي اضطر لمغادرة المكان، بعد انطلاق “صافرات الانذار”.

وفي إسرائيل ذكرت تقارير صحافية أن قرار باغتيال أبو العطا اتخذ منذ تلك الحادثة، وأنه أجل مرات عدة حتى تكون الظروف ملائمة، حتى صادق المجلس الوزراء المصغر للشئون الأمنية والسياسية على العملية الأسبوع الماضي.

وتكرر كثيرا عند كل موجة تصعيد عسكري مع غزة اسم أبو العطا في نشرات الأخبار الإسرائيلية، وذكره المحللون الذين نقلوا على مصادر أمنية، بأنه الشخصية العسكرية الأخطر مع غزة، وصنفوه أنه وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني من أخطر الشخصيات على الأمن الإسرائيلي.

وتتهم إسرائيل أبو العطا إلى جانب التخطيط لعدة هجمات، بالإشراف على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وينظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كـ “عنصر تصعيد”.

وعقب عملية اغتياله فجر الثلاثاء، من خلال اشتراك جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام “الشاباك”، قال الناطق باسم الجيش في بيان له، إنه قام بتصفية أبو العطا، بزعم أنه كان بمثابة “قنبلة موقوتة”، واتهمه بتدبير عدة هجمات من بينها استهداف إسرائيليين وجنود من الجيش، وإطلاق قذائف صاروخية وطائرات مسيرة وتنفيذ عمليات قنص، كما زعم بيان جيش الاحتلال، أنه كان يخطط لتدريب خلايا على التسلل الى إسرائيل والاستعداد لإطلاق المقذوفات الى مسافات مختلفة.

وسبق أن أدرجت الإدارة الأمريكية بهاء أبو العطا، على “قوائم الإرهاب”، إلى جانب عدد من قادة حركته وآخرين من حركة حماس وجناحها العسكري.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن أبو العطا ترجل بعد حياة حافلة بالجهاد والملاحقة والتضحيات، ليسجل اسمه بمداد الدم في أنصع صفحات التاريخ، وليعلن دمه بدء مرحلة جديدة في رحلة الدم الذي هزم السيف.

وأوضحت الحركة في تعريفه أن الشهيد بهاء سليم أبو العطا، ولد في حي الشجاعية بمدينة غزة يوم 25 نوفمبر من عام 1977، ودرس في مدارس الشجاعية، وأنهى مرحلة الثانوية العامة ولم يتمكن في بداية الأمر من مواصلة مشواره التعليمي، بسبب الالتحاق بالعمل الجهادي والملاحقة التي تعرض لها، إلا أنه عاد والتحق بالجامعة ليدرس تخصص علم الاجتماع.

وأبو العطا متزوج وله خمسة أبناء، وهم سليم 19عاما، ومحمد 18 عاما، وإسماعيل 15 عاما، وفاطمة 14 عاما، وليان 10 أعوام.

وذكرت الحركة أنه انتسب إلى صفوفها منذ بداية عام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي، حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس.

وأكدت الحركة أنه بعد توليه هذا المنصب، أعاد ترتيب الصفوف، وقاد جولات التصعيد والحروب على قطاع غزة بنفسه، وأنه تعرض سابقا لثلاثة محاولات اغتيال كان آخرها عام 2014 خلال العدوان على غزة.

Exit mobile version