طلال سلمان

حوار الظل الواحد

لم يوقف النوم الشجار، بل لعله وفّر الفرصة الفضلى لإكماله. قال الظل للظل:

أنت تتصدر الطريق فتلغيني! إنك تتعمّد إهانتي، ولا تترك لي فرصة لإظهار نفسي…

لم يسمع رداً، ولم يكن ثمة فرصة للرد، ولم يكن ليسمعه لو أن الظل الآخر أطلقه، فأكمل مطالعته:

أنت تختزلني مدعياً أنني فيك، ولكنني لا أملك الفرصة ذاتها… فكلما التقاني أحد لم يسألني عن حالي بل عنك، ولم يفرح بوجودي بل أبدى أسفه لغيابك، ولم يناقش معي ما يشغله بل أرجأ النقاش حتى تحضر. أما أنت فمتى حضرت شغلت المسرح كله، ولم تبقِ لي مكاناً إلى جانبك. حتى من يسألك عني لا يصدر سؤاله عن اهتمام، بل لكي يطمئن إلى أنني غير موجود ويستطيع لو شاء أن يحتل ما كان يفترضه ”حقي” في مساحتك.

وقال الظل للظل: تريدني بتوقيتك، وأريدك في كل وقت، وأعجز عن إخراجك من وقتي فأكره عجزي وأكره وقتي الفارغ وأهجم عليك لعلني أستعيدك فتهرب مني ولا أجد ما أملأ به الفائض الجديد من الوقت غير المزيد من الكراهية لنفسي ولوقتي، أي لك ولك ولك.

وقال الظل للظل: لا أستطيع الخروج منك، وأعجز عن الدخول للذوبان فيك، فأظل أتأرجح بين امتلاء الزمان وفراغ المكان، فتهرب الفراشات ويضمحل عطر الورد ولا يتبقى لي غير عقربي الساعة يتقاربان ويتلاصقان ويفترقان فوق عنقي، يجرِّحان أحلامي و”يسحلان” رغبتي سحلاً فيملأ دمي الوقت وتنسحق عاطفتي نثاراً ولا يتبقى غير الكبرياء القاتلة مجالاً لتوكيد حضوري.

وقال الظل للظل: في غيابك يحرقني الحب والتشوق إليك، وفي حضورك تتآكلني روح الانتقام لعاطفتي الجريح، فيضيع العمر مسفوحاً بينما الحب يتيم، يهوم في الفضاء الفسيح بين قلبين يتشوّق كل منهما إلى قطرة حب ورعشة اللقاء الموعود.

لم يوقف النوم الشجار، بل لعله وفّر الفرصة الفضلى لإكماله. قال الظل للظل:

أنت تتصدر الطريق فتلغيني! إنك تتعمّد إهانتي، ولا تترك لي فرصة لإظهار نفسي…

لم يسمع رداً، ولم يكن ثمة فرصة للرد، ولم يكن ليسمعه لو أن الظل الآخر أطلقه، فأكمل مطالعته:

أنت تختزلني مدعياً أنني فيك، ولكنني لا أملك الفرصة ذاتها… فكلما التقاني أحد لم يسألني عن حالي بل عنك، ولم يفرح بوجودي بل أبدى أسفه لغيابك، ولم يناقش معي ما يشغله بل أرجأ النقاش حتى تحضر. أما أنت فمتى حضرت شغلت المسرح كله، ولم تبقِ لي مكاناً إلى جانبك. حتى من يسألك عني لا يصدر سؤاله عن اهتمام، بل لكي يطمئن إلى أنني غير موجود ويستطيع لو شاء أن يحتل ما كان يفترضه ”حقي” في مساحتك.

وقال الظل للظل: تريدني بتوقيتك، وأريدك في كل وقت، وأعجز عن إخراجك من وقتي فأكره عجزي وأكره وقتي الفارغ وأهجم عليك لعلني أستعيدك فتهرب مني ولا أجد ما أملأ به الفائض الجديد من الوقت غير المزيد من الكراهية لنفسي ولوقتي، أي لك ولك ولك.

وقال الظل للظل: لا أستطيع الخروج منك، وأعجز عن الدخول للذوبان فيك، فأظل أتأرجح بين امتلاء الزمان وفراغ المكان، فتهرب الفراشات ويضمحل عطر الورد ولا يتبقى لي غير عقربي الساعة يتقاربان ويتلاصقان ويفترقان فوق عنقي، يجرِّحان أحلامي و”يسحلان” رغبتي سحلاً فيملأ دمي الوقت وتنسحق عاطفتي نثاراً ولا يتبقى غير الكبرياء القاتلة مجالاً لتوكيد حضوري.

وقال الظل للظل: في غيابك يحرقني الحب والتشوق إليك، وفي حضورك تتآكلني روح الانتقام لعاطفتي الجريح، فيضيع العمر مسفوحاً بينما الحب يتيم، يهوم في الفضاء الفسيح بين قلبين يتشوّق كل منهما إلى قطرة حب ورعشة اللقاء الموعود.

Exit mobile version