من الصعب ان تتصفح كتاباً للأطفال صادراً عن “دار الفتى العربي” في بيروت في سبعينات القرن الماضي إلا وترى أمامك رسوم الفنان التشكيلي الكبير ابن مدينة بني سويف المصرية حلمي التوني تتصدر الكتاب وتنقل اليك وجه ذلك الفنان الذي لا تفارقه الابتسامة.
ومن الصعب أن تزور مبنى “السفير”، “صوت الذين لا صوت لهم” إلا وتذكر ذلك الفنان الذي كان مشرفاً على الإخراج الفني “لصوت الذين لا صوت لهم”، وتتذكر مناقشاته مع الراحل الكبير طلال سلمان ولا تعرف ايهما الفنان بينهما وايهما الصحافي.
ومن الصعب ان تقرأ عن معارض الفنانين التشكيليين المصريين إلاّ ويتصدر اسم حلمي التوني تلك الأسماء، وينتقل معك بلوحاته الجميلة المعبّرة عن موضوعات عدة، وكأن الرجل الذي بلغ من العمر تسعين عاماً، لم يترك يوماً في حياته الغنية بالابداع إلاّ وملأه بريشته إبداعاً جميلاً…
حلمي التوني واحد من كبار المبدعين العرب ممن ملأوا حياة بيروت الأدبية والفنية والإعلامية بالابداع مؤكدين ان بيروت، قبل ان تجتاحها الحروب والفتن والاحتلالات، كانت بحق عاصمة الابداع العربي، مثلما هي عاصمة العروبة والحرية والمقاومة.
رحمك الله الصديق الكبير حلمي التوني.