طلال سلمان

حفل إطلاق مكتبة الدكتور أسعد دياب الحقوقية ـ الرقمية

اقامت الجامعة اللبنانية برعاية وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ مروان حمادة حفل إطلاق مكتبة الدكتور أسعد دياب الحقوقية ـ الرقمية، في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في 2 تشرين الاول 2017.

حضر الاحتفال الى جانب الرئيس الحالي للجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، الرؤساء السابقين للجامعة، الدكتور زهير شكر والدكتور عدنان السيد حسين، النائب قاسم عبد العزيز، المحامي فادي يونس ممثلاً النائب أنور الخليل وممثل عن النائب نواف الموسوي، الدكتور جورج قزي ممثلا النائب سامي الجميل، الدكتورة تمارا برو ممثلة مدير عام وزارة البيئة، ليلى رزق نيابة عن الاب سليم دكاش (الجامعة اليسوعية)، نخله رشو ممثلا عن الوزير نقولا التويني، القاضي جورج عطية (رئيس هيئة التفتيش المركزي)، القاضي علي ابراهيم (رئيس التفتيش المركزي)، القاضية ميسم النويري (مدير عام وزارة العدل)، مدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان، مدعي عام جبل لبنان القاضي وليد القاضي، القاضي عوني رمضان (الرئيس السابق لديوان المحاسبة)، أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلي، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس، الوزير السابق ناجي البستاني، الوزير السابق مصطفى درنيقة، الاستاذ طلال سلمان، اللواء عبد الرحمن شحيتلي، القاضي شكري صادر، الدكتور معين حمزة، رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة اساتذة الجامعة اللبنانية الاستاذ محمد الصميلي، الدكتور فضلو خوري (رئيس الجامعة الاميركية في بيروت)، الدكتور جوزف جبرا (رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية)، الأستاذ يوسف كنعان (مدير عام شركة اتحاد المقاولين CCC) وحشد من الشخصيات السياسية والقضائية والتربوية والاجتماعية والاعلامية وعائلة واصدقاء الدكتور اسعد دياب.

والقى السفير حسام اسعد دياب كلمة شكر:

مساء الخير،

أقف الْيَوْمَ في هذا الصرح العلمي الأغرّ، في الجامعة اللبنانية، جامعة كل الوطن، وفي مناسبة تختزل في روحها إنجازات واحدٍ من رجالات لبنان الكثيرين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والشأن العام غير مكترثين لأنفسهم متجاوزين كل ما يدور في الفلك الضيق للمصلحة الشخصية الى الفلك الرحب للوطن والانسان… نعم إنه الدكتور أسعد دياب.

أيها السيدات والسادة، حضوركم معنا الْيَوْمَ، جزء من النجاح الذي نتطلع اليه، أتيتم و لبيتم الدعوة لنتشارك فرحة التكريم والاحتفاء بشخص الدكتور أسعد دياب ولنستحضر معاً إنجازاته التي أبداً لم تَحيد عن مبدأ العطاء اللا متناهي للوطن بمؤسساته التي ترأسها لخدمة المواطن وبناء الانسان.

في هذا الجو المبارك الذي يجمعنا اليوم بأهل العلم والمعرفة، وفي المكان الأحب على قلب والدي، لا يسعني الْيَوْمَ الا ان أكون من الشاكرين… الشكر في البداية لله عزَّ وجل ومن ثم لمن نذرت حياتها متفانية في خدمة أُسرتها ممتهنة العطاء اللا محدود واقفة جنباً الى جنب في السراء و الضراء مع والدي… ألا وهي والدتي الحبيبة التي بوجودها استمر العطاء لتكون أحد جسور العبور الى هذه الإنجازات التي حققها خلال مسيرة حياته… لتستحق وتشارك والدي هذا التكريم الجليل . والذي من خلاله آثرت رئاسة الجامعة اللبنانية مشكورة بتسمية مكتبة الحقوق بـ”مكتبة الدكتور أسعد دياب” الحقوقية الرقمية… لتشكّل منهلاً اضافياً من مناهل العلم والمعرفة في الجامعة اللبنانية.

ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتوجه بكل الامتنان والتقدير لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ مروان حمادة على رعايته الكريمة لهذا الاحتفال. وبالطبع لأتوجه بالشكر والعرفان لرئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب على تبنيه لهذه المبادرة ووضعها حيّز التنفيذ، وهو الذي جعل من قلبه قبل جامعته مكاناً لهذا التكريم. والفضل معطوف على كل من رئيسي الجامعة اللبنانية السابقين الدكتور زهير شُكر صاحب هذه المبادرة التي كان قد أعلن عنها خلال الحفل الذي أقامته الجامعة في حينه بالذكرى الأربعين على وفاة المرحوم والدي، ولمعالي الدكتور عدنان السيد حسين على تثبيت هذه المبادرة خلال ولايته. وهم جميعهم غمرونا بكرم أخلاقهم وطيب أخوَّتهم ووفائهم لذكرى فقيدنا الغالي الذي أكرمونا بتكريمه الْيَوْم.

عرّف الدكتور جهاد نبوت مشكوراً بمزايا والدي الدكتور أسعد دياب وببعض من ملامح إنجازاته والمناصب التي تولاها وأعطاها من نفسه. هو الذي كان يعتبر المنصب التزاماً بالانسان وتفاعلاً معه ومع قضاياه أينما وأنّى كان.

لم يمنعه الفقر في بداية حياته من مواجهة الصعاب والتحديات، بل تعب وسهر وصقل دراسته بالخبرة والمراس.
هذه الدراسة التي ابتدأها في مدرسة الضيعة في ثانوية شمسطار الرسمية حيث تتلمذ على يد السيد جعفر الأمين رحمه الله، وانتقل بعدها الى بيروت ليكمل دراسته الثانوية في ثانوية “البر والاحسان”، فكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، ودكتوراه دولة من الجامعة اللبنانية التي تكرّمه اليوم. هكذا وبثقافة وعلم ومعرفة وبحضوره المتميّز تقدم بعزم وروية الى الصفوف الأمامية للمسؤولية الوطنية، فأعطى المؤسسات التي أدارها بمهنية والمناصب التي تولاها، مكانة مميزة مستحقة للتقدير. حياة مهنية بدأها في السلك القضائي حتى ترأس معهد الدروس القضائية، فوزيراً للمال، فرئيساً للجامعة اللبنانية، فوزيراً للشؤون الاجتماعية، لينهي حياته المهنية حيث ابتدأها في السلك القضائي ولكن هذه المرة في أعلى هرمها كعضو في المجلس الدستوري. ففرض نفسه في هذه المناصب التي حلّ بها واحداً من رجالات الدولة الذين يعتزّ بهم الوطن، واستحق بذلك وعن جدارة واقتدار صفة الرجل القدوة.

أحب مؤسستين على قلب والدي كانتا القضاء والجامعة اللبنانية.

كان شعاره دوماً العدل والعلم.

فكان العدل يحكم علاقته مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه، عملاً بالقول المأثور “ان من لا عدل له لا دين له”.
فاتحد ضميره مع ضمير مجتمعه الذي أحس بمسؤولية تجاهه، فأنبت في نفسه عصامية حكمت سلوكه في أداء عمله وفي مسيرة حياته.

ولأن العلم كان شعاره، وكوننا نهلنا من نهجه تيمناً بالقول الشهير “ان العلم شجرة، والعمل ثمرة، وليس يعدّ عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً”، فانطلاقاً من هذا المبدأ وعملاً بهذا النهج ارتأينا بأن لا يقتصر هذا الاحتفال على مجرد اطلاق اسم “الدكتور أسعد دياب” على مكتبة الحقوق، ولكن أن يكون من وراء هذه الخطوة، منفعة عامة إضافية لتلامذة الجامعة اللبنانية عبر اطلاق برامج تدريبية تمكّنهم من صقل معرفتهم وخبرتهم، وأن يتشاركوا فيها مع الجامعات الأخرى في لبنان وخارجه.

فقمنا لهذه الغاية بالعمل على تعزيز مكتبة الحقوق في الجامعة اللبنانية بمجموعة من المراجع القانونية وبحواسيب وبرامج قانونية. وأسسنا بالتعاون مع رئيس الجامعة اللبنانية وكلية الحقوق التابعة لها ثلاثة برامج تعليمية ستدرّس تحت اسم “مكتبة الدكتور أسعد دياب” وتكون مسؤولية ادارتها للجامعة اللبنانية بالتعاون مع جمعية “مؤسسة د. أسعد دياب الثقافية” التي انشأناها لهذه الغاية مع الطيبين من الأصدقاء وأهل العلم.

وإني وفي هذا الإطار أخص بالشكر شركة اتحاد المقاولين CCC الممثلة معنا الْيَوْم بمديرها العام في لبنان سعادة الأستاذ يوسف كنعان، على الدعم الكبير الذي قدمته شركة اتحاد المقاولين CCC بشخص رئيس الشركة الاستاذ سامر خوري، الذي آمن معنا بهذا المشروع. اذ استطعنا ان نزاوج مشروع المكتبة والبرامج التي انشأناها في كنفها مع الفكرة التي عبّر عنها الاستاذ خوري في ندوة خاصة خلال مؤتمر الطاقة الاغترابية التي تنظمه سنوياً وزارة الخارجية والمغتربين والتي شرح فيها عن أهمية ان تقوم الجامعات في لبنان بتخريج طلاب في اختصاصات تتناسب مع متطلبات سوق العمل، لاسيما في قطاع النفط والغاز الذي سيُقدم لبنان على تطويره قريباً. وذلك حتى تتمكن الشركات التي ستعمل على تطوير هذا القطاع من توظيف لبنانيين في الخبرات التي تحتاجها بدلاً من استيراد خبرات من الخارج. من هنا نشأت فكرة إقامة دورات تدريبية على القوانين الدولية التي ترعى هذا القطاع، على أن تدرّس تحت اسم “مكتبة الدكتور أسعد دياب” التي نحتفل بإطلاقها معكم الْيَوْم، على أن يقترن اسم كل دورة باسم المكتبة وشركة CCC. وقد قدمت الشركة دعماً مادياً بقيمة 150 ألف دولار أميركي لتمويل هذا المشروع. قامت بتخصيص 90 ألف دولار منه لتجهيز المكتبة بمراجع قانونية وبحواسيب وبرامج قانونية رقمية سوف تعاينونها لدى افتتاح المكتبة بعد قليل، على أن يتم تخصيص المبلغ المتبقي والبالغ 60 الف دولار لتمويل البرامج التي انشأناها باسم “مكتبة الدكتور أسعد دياب” وذلك وفق الحاجة.

ومن أهم هذه البرامج دورة لمرافعات صورية في مجال القانون الدولي ضمن المسابقة العالمية التي تنظمها منظمة جيسوب والتي سيشارك فيها من لبنان عدد من الجامعات اللبنانية للتنافس مع أهم وأرقى جامعات في العالم على اللقب لدورة العام ٢٠١٨. وستقوم جمعية “مؤسسة الدكتور أسعد دياب الثقافية” بالتعاون مع الجامعة اللبنانية بالتنسيق مع مؤسسة جيسوب لتنظيم التصفيات المحلية اللبنانية لهذه الدورة والتي ستقام في شهر شباط من العام المقبل.

نأمل بأن تشكل مكتبة “الدكتور أسعد دياب” عبر تدريس هذا النوع من البرامج، منبراً لبناء قدرات تلامذة الجامعة اللبنانية وفي تحسين تفاعلهم مع جامعات ومؤسسات وطنية وأجنبية اخرى، مما سيسهم بلا شك في توسيع آفاقهم وخبراتهم ويمنحهم أفضلية مهنية في سوق العمل التخصصي.

كأنك يا أبي لم تغادرنا. كأن الناس جاءت متشوقة متوقعة حضورك اليوم.

وها هي اليوم هذه القدوة الحسنة التي حققتها في نفوس محبيك تترجم حضوراً وتكريماً لذكراك.

فهنيئاً لك يا والدي هذا التكريم اليوم، وهو تكريم نضيفه الى هذا الارث العظيم الذي تركته لنا والذي نعتزّ به.

فباسمي وباسم عائلة الدكتور أسعد دياب، أتقدم منكم جميعاً ومن أسرة الجامعة اللبنانية بالشكر على مشاركتنا حفل التكريم هذا. وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى مزيد من الخير والعطاء.

Exit mobile version