طلال سلمان

حتى على الموت؟!

تُكابر الطبقة السياسية وهي ترفض إدانة النظام الطائفي الذي ابتدع في أعقاب الحرب العالمية الأولى من دون أن تبدل في ذهنية حكامه والمتحكمين فيه من القادة السياسيين وبعض أهل الكهنوت بقيادة البطريرك الحويك.

بين عناوين هذه المكابرة عدم الاعتراف بأن الطائفية لا تبني وطناً، وان “الكيان ” لا يمكن أن يكون “جمهورية”، وأن ما يبنى على فاسد سيبقى فاسداً، مهما طال الزمن، بل إنه سيلغي  “الوطن الواحد” و “الشعب الواحد” ويجعل الشعب مجرد رعايا ممزقة، متناثرة، متحاسدة، بل متخاصمة إما بذريعة الحفاظ على النظام الطوائفي وإما بسبب التقاتل على مواقع النفوذ والانتفاع فيه.

ومما يوجع أن تندفع الطبقة السياسية، ممثلة بأركانها، إلى تطئيف الإنفجار الذي أدمى قلوب اللبنانيين جميعاً، فدفعهم إلى موقع الإنفجار (الجميزة – وصولاً إلى الكرنتينا- من دون أن ننسى مستشفى الروم في الاشرفية وصولاً إلى مستشفى أوتيل ديو الفرنسي لبناني الإدارة).

كيف يمكن الفصل بين الرأس والقلب، بين اليد اليمنى واليد اليسرى؟ كيف تفصل الأم عن ابنها، والأب عن بناته، والأهل عن البيوت التي احتضنتهم وأعطتهم شرف الانتماء إلى ..وطن؟!

لقد فجع اللبنانيون جميعاً بالإنفجار المدمر والقاتل.. وتراكضوا من كل حدب وصوب لإنقاذ المصابين من الجرحى، نساء وأطفالاً ورجالاً باغتهم الإنفجار المدمر قبيل مغرب شمس الرابع من آب 2020؟

لكن تجار دماء أهلهم أصروا على طائفية الإنفجار وطائفية الضحايا وقسموا الجرح أنصافا وأرباعاً..

وها هم نواب اللون الواحد (الكتائب والقوات و”الموارنة” عموماً) يستقيلون من مواقعهم المذهبة كأنما الانفجار القاتل سأل عن هوية الضحايا قبل … اعدامهم!

حتى على الموت لا نخلو من الحسد!

Exit mobile version