طلال سلمان

جبل سلطان الاطرش أقوى من الجريمة والفتنة..

هي ليست المذبحة الوحشية الأولى تلك التي ارتكبتها عصابات “داعش” في السويداء وبعض بلدات جبل الدروز، في سوريا، مطلع هذا الاسبوع، فذهب ضحيتها أكثر من 250 شهيداً وعشرات الجرحى، اضافة إلى تدمير معالم العمران، توكيداً لوحشية هذا التنظيم الارهابي وعدائه للإنسانية.

انها جريمة شنيعة تضاف إلى السجل الثقيل لداعش في حربه المفتوحة ضد ابناء الحياة في العراق بداية، ثم في سوريا، ولبنان، وفي العديد من انحاء العالم، والتي لم تستهدف ولو مرة اسرائيل وجيشها او وكلاءها وعملاءها، ولا هي استهدفت جنود الاحتلال الاميركي ومعه البريطاني والفرنسي في العراق (وسوريا..)

وبالتأكيد، فإن العدو الاسرائيلي شريك في هذه الجريمة الشنيعة، بل لعله موجود في تأسيس هذا التنظيم المتوحش، وهو يرعاه ويمده بالقدرات والامكانات العسكرية التي مكنته من احتلال نصف مساحة العراق البلا دولة، بداية، قبل أن يستولي على المناطق التي اخلاها الجيش السوري في شرق البلاد ليتفرغ للحرب ضد العصابات المسلحة في الجهات الاخرى.

انه هجوم مسلح اسرائيلي القيادة والتدريب والخطة، وان كان المنفذون من السفاحين متعددي الجنسية، الخارجين على الاسلام ومنه وإن حملوا الرايات السوداء تعبيراً عن احقادهم وعدائهم للإنسانية.

وهو هجوم مسلح على سوريا العروبة وليس على نظامها، على الوحدة الوطنية فيها في محاولة لإثارة الفتنة. فلقد نظمت هذه العصابات الارهابية من قبل مذابح ضد السنة والشيعة والمسيحيين والأزيديين، ضد العرب والكرد.. ولكنها لم تقتل جندياً واحدا من جيش الاحتلال الاميركي في العراق، او الجيش التركي الذي يجتاح شمال سوريا، او التنظيمات الارهابية التي تتلطى مثلها بالشعار الاسلامي.

ومن الخطأ القاتل الذي يوازي الشراكة في الجريمة الافتراض أن السويداء قد استهدفت لان اهلها من الدروز. فهذا التنظيم الارهابي الجاهلي المتوحش لم يقتل في الغالب الاعم الا المسلمين، بمختلف طوائفهم وعناصرهم.

والرد الطبيعي يكون عبر التمسك بالعروبة هوية جامعة، وبالدين الحنيف الذي يرفض الارهاب ويدين هذه الوحشية ضد الانسانية.

لم يهاجم داعش جبل الدروز، بل جهة محددة في جنوب سوريا، الا من اجل الفتنة. لم يقتل الدروز كدروز وانما كمواطنين عرب سوريين مخلصين لوطنهم، مقاتلين في صفوف جيشه، كسائر المواطنين ضد اعداء الامة بعنوان اسرائيل والتسلل الاميركي لاحتلال بعض سوريا، والتواطؤ مع الاتراك ومع الفرنسيين لاجتياح مناطق أخرى بحيث يتم تمزيق سوريا، كما مزق العراق من قبل.

كذلك فإن استهداف جبل الدروز انما يستهدف اثارة الفتنة بين السوريين، كأنما هذا الارهاب المتستر بالشعار الاسلامي يعرف الدين ويلتزم بأصوله، وهو تقصد استهداف “الدروز” سعياً إلى شق السوريين والعرب والمسلمين عموماً، مفترضاً انهم جهلة وغرباء في اوطانهم المهددة بالعدوان الاميركي المفتوح والتهديد الاسرائيلي الدائم.

لكن سوريا اقوى بوطنيتها وعروبتها، وبين عناوين نضالها سلطان باشا الاطرش ابرز قادة الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي..

في أي حال لا يحتاج الدروز السوريون، ومعهم اللبنانيون، شهادة بوطنيتهم وعروبتهم، بل أن من بينهم من كانوا مشاعل للثورة العربية مثل الامير شكيب ارسلان، وبينهم القائد الشهيد كمال جنبلاط.

أن المؤامرة لن تمر.. بل أن هذه المذبحة الشنيعة ستعجل في انتصار الشعب السوري، ومن خلفه الامة العربية جميعاً، على اعداء العروبة والاسلام والتقدم في اتجاه الغد الافضل.

 

Exit mobile version