طلال سلمان

ثرثرة في القصر..

لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى وباء كورونا لكي يعودوا إلى ايمانهم ويستغفرون الله، عز وجل، عما تقدم من ذنوبهم وما يعذبهم منها الآن، فضلاً عما هو في الطريق.

وبالمقارنة البسيطة فان نظامهم السياسي الذي ضربه عفن الفساد والرشوة والمحسوبية، فضلاً عن الطائفية والمذهبية التي تبعثرهم وتمنع وحدتهم التي من شأنها القضاء على الزعامات، موروثة او مكتسبة بقوة السلاح الطائفي او الاحتكار المذهبي، او بمداخلات الاقطاع السياسي والاقطاع المالي المستجد، في حين تصدح الجماهير باسم شعبها المحروم “كلهم، يعني كلهم”.

ها هو رئيس الجمهورية يدعو فطاحل الفساد وابطال السرقات ونهب الثروة الوطنية، وافساد الادارة بأزلامهم ومعها الرشوة والتعيينات على قاعدة مزدوجة الرأس: طائفية ومذهبية..

ولسوف يتلاقى هؤلاء المتهمون بانهم اساس الفساد والمنتفعون منه وبه لكي يناقشوا مشروع “الاصلاح المستحيل” باعتبار انهم رعاته ودعاته والمستفيدون منه… لبنان الزعامات وتعزيزها بقوائم النواب ـ الازلام والوزراء ـ الشركاء في المنهبة التي ذهبت بمصادر الايرادات والمشاريع ـ التنفيعات، وتقاسم الثروة الوطنية بالحيل الجهنمية ومنها خطط النهوض الوهمية، والقروض المستهلكة سلفا قبل وصولها من البنك الدولي او صندوق النقد الدولي، فضلاً عن “الشرهات” التي كان يتكرم بها بعض ملوك النفط والغاز من ملوك العرب والذين هبطت عليهم الثروات الخرافية من حيث لا يعلمون.

سيكون اللقاء “ثرثرة فوق القصر الجمهوري” يقول فيها اهل السياسة ما لا يقصدون، ويحملون المسؤولية للطقس المتقلب وغياب القمر المحتجب بالغيم، وانتشار وباء كورونا الذي حرم اهل النظام في لبنان من “الشرهات” والمعونات والمصطافين وزوار الليل طلباً للإنس وجلسات المتعة.

هي ثرثرة جديدة ستنتهي بعكس المقصود منها، اذ ستكشف الدولة عريها في مواجهة العجز والنهب المنظم وتبادل المنافع على طريقة “شيلني واشيلك.. وانا برضه فرحتلك” بالصفقة الجديدة وارباحها الخرافية.. ولقد سبقتني اليها، فبقي امامي أن اقول لك: مبروك تصرفها على صحتك.. بعون الله!

Exit mobile version