طلال سلمان

تهويمات

لا يستدعى الحب بالرجاء ويستحيل اقتياده بمذكرة إحضار. انه ينبثق، فجأة، كخيوط النور الأولى في فجر بهي، ثم يمتد نهراً من الضياء ليعيد صياغة حياتك.

********

حكاية

قارئة الكف..

قالت:سأقرأ قدري في كفك… هات يمناك.

انطلقت تتأمل الخطوط وتتابع مسراها في الكف الذي يختزن الشعر..

بينما كان يسافر في  عينيها محاولاً قراءة ما لم تكتبه بعد.

سنحت له الفرصة الآن لأن يسمع خفقات قلبها، بينما أنفاسها تغسل وجهه بنسمات من طيب.

أخذت تتابع بلمسات أصابعها الخطوط المتعرجة في كفه فتستولد الارتعاشات التي تبعثر الوقار فتتوالد الإلفة عبر دفء الملامسة.

قرأت كأنما في كتاب مفتوح صفحات من مستقبله في ضوء ماضيه، وخلصت إلى انه سيعيش طويلاً وسينتج كثيراً،لأنه يحب الحياة. وقالت أن كثيرين عاشوا مرغمين في قلب الكراهية فخسروا أعمارهم واقلقوا الآخرين.

كانت تمسك يمناه بيسراها، بينما تتحرك أصابع يمناها بدبيب النمل فوق الكف وتدغدغ التعرجات التي ترسم مدى العمر والعقبات التي تعترض الطريق..

توقفت عن الكلام، وقربت يمناه من عينيها، وهزت رأسها مرات، ثم تنهدت بعمق وهي تقول: أخشى انك ستتعرض لمخاطر جديدة، ولكنك ستنجو… ها هو خط العمر، أتراه؟انه هذا المندفع طويلاً بين نهاية الكف وأول السبابة، انه يشبه الرقم  8   ..  وهذا الخط الرفيع الذي يتقاطع معه ممتداً إلى ما بعده يعني انه لم يستطع قطع مساره، وان عمرك سيواصل امتداده كما لو أن الاعتراض لم ينجح في وقف ما كتب..

صمتت من دون أن تترك يده.

اللمس أفصح من الكلام، وأقصر الطرق إلى القلب، والقدر ينطق الشعر باللمسِ.

********

تكتبينني وأنا الكاتب

تقرأينني وأنا القارئ

ويفتضح السر النائم في السرير الفارغ إلا منك.

********

ترتسم النجوم لوحات لأقدام العارية

لماذا تضيعين الطريق وتبقى رائحتك دليلاً؟

********

لم نكن في اللقاء الأول على موعد لكن عينيها جعلته الموعد الأول.

وكان اللقاء الثاني موعداً للقاء الثالث، ترف عليه الأحلام بهمسات حميمة كقبلات

ها نحن نتقدم نحو الغرق المشتهى في ليل الشعر..

********

همست وهي تودعه : سنلتقي مجدداً…

كان واثقاً من صدق الوعد، يمضه التساؤل: وهل أنت، في هذه اللحظة جاهز لأن تغادر أثقالك حتى إلى الجنة؟!

هي آتية الآن، الآن هي الزمان، الآن هي الأمكنة جميعاً، وها هو على باب جنة القبلة الأولى.

********

وتقولين الشعر أيضاً

اقرأه كثيراً وأحاوله قليلاً.. وأنت

تنقصني الموهبة والخوف من السراب، لذا أكتفي بالتذوق

لنتذوقه معاً،إذن.. سأمتحنك، فأبدأ وتمنحني الخاتمة..

 

Exit mobile version