طلال سلمان

تهويمات

هتف اليها ملهوفاً، وفي صوته رنة اعتذار: أين انتِ، الآن؟
قالت بحنق مكتوم: حيث تركتني ذلك الفجر وحيدة الا من خوفي، أخجل من ثيابي المضمخة ببصمات اصابعك فأتعرى، ثم اخجل من خيالك حولي فارتديها، والشمس تعاقبني فتؤخر شروقها، فاذا ما اطلت اخذتني اليك، فاذا انت تنام ملء جفونك..
لم يجد ما يقول فأحنى رأسه صامتاً، وبعد لحظات سمعها تقول:
والآن، هل تكمل جميلك، فترحل مرة أخرى، لأنام؟!

***

تعب من الرواية المعادة عن ذبول حبه، ولم تتعب من تكرارها.. وعند المرة الالف انفجر فيها غاضباً: لقد ولدت مليون قصة حب، منذ ذلك الزمن، وانطفأت… ماذا فعلت للحفاظ على الشمعة مضاءة، بدل التحسر على ما فات؟!
انتفضت غاضبة، وقامت لتنصرف وهي تقول: كنت افترض أن شمعتنا مضاءة دائماً. اعتذر من عتمتك التي ترتاح فيها بعيدا عن قلبك، فكيف تسمعني؟!

***

لم يجدها حيث تواعدا للقاء، فكتب على الباب:
أضعت الحب، ولن تجديه مرة أخرى..
الحب لا يطرق الباب مرتين!

***

سألها متهكماً: الم يصدأ هاتفك من هجرانك؟
وردت بغضب: من يريدني يأتي اليّ..
وكيف يعرف أين تكونين؟
ردت بنبرة ساخرة: يتبع قلبه فيجدني..

***

سألته بشيء من اللؤم: ألم يتعب قلبك من الحب؟
رد مصالحاً: بل يتعب القلب اذا ما فرغ من الحب!

Exit mobile version