طلال سلمان

تمديد الهدنة والآمال المعلقة عليها

غزة ـ حلمي موسى

في اليوم السادس للهدنة، تكاثرت اشارات التوافق على تمديد الهدنة ليومين إضافيين. وكما يبدو فإن موافقة اسرائيل على هدنة لمدة عشرة أيام ،كما كان مقررا منذ بدء الحديث عن اتفاق الهدنة، يتحقق بالتدريج. وتشير الانباء الى جهد استخبراتي هائل أمريكي ـ إسرائيلي ـ مصري ـ قطري لمحاولة توسيع الهدنة لأكثر من الأيام العشرة  المقررة سلفا وذلك من خلال ضم المزيد من تصنيفات التبادل، مثل الرجال غير العسكريين ومن ثم العسكريين.

ومن الواضح أن ما سرى على النساء والأطفال في عملية التبادل لن يسري على الرجال أو على العسكريين حيث أن مطلب المقاومة هو تبييض المعتقلات. وأعتقد جازما أن هذه المسألة لن تكون يسيرة ولا يمكن الاتفاق عليها بسهولة، خصوصا أن إسرائيل توحي كذبا ان تبادل النساء والاطفال ما كان ليتم لولا العملية البرية في غزة وشمالها. في كل الأحوال، من المنطقي الافتراض ان جانبا من صعوبة المفاوضات على تبادل الاسرى خصوصا ما يتعلق بالعسكريين مرتبط ترابطا وثيقا بسيناريو انهاء الحرب.

وواضح ان التوقعات بانتهاء الحرب كما حصل في الجولات الماضية، أي بمنطق لا غالب ولا مغلوب، أو ان الحرب كانت فقط تبادل ضربات إنما يشكل هزيمة شنعاء للاحتلال. فاهداف الإسرائيليين كانت واضحة وتتمثل في القضاء على حماس، واقامة نظام جديد في غزة على نمط المنطقة “ب” في الضفة، فتصبح اسرائيل مسؤولة عن الامن في غزة والادارة الداخلية للفلسطينيين من دون تبعات. ولكن إن وضعنا التأييد الدولي ، خصوصا الامريكي والاوروبي، لاهداف الحرب الاسرائيلية من جهة، والصمود الاسطوري للشعب والمقاومة من جهة أخرى، يمكن الافتراض ان النتيجة، على الاغلب، ستكون نوعا من الحل الوسط بين ما تريده امريكا واماني الشعب الفلسطيني والمقاومة.

ومن الأرجح أن يكون الحل، على المدى البعيد، دولة فلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة مع حل لمسألتي القدس وحق العودة. ولكن حتى ذلك الحين سيكون هناك نوعا من الحل المؤقت للقطاع، قد يكون نوع من الادارة المشتركة بين حماس وقوى فلسطينية اخرى وربما برعاية دولية. وطبعا سيكون بين شروط هذا الحل نزع سلاح المقاومة. وهذا ما يمكن ان يشكل خلفية صراع طويل لا احد يعرف مداه، خصوصا مع عدم توفر قوة عربية تستطيع تجيير صمود المقاومة في غزة سياسيا. فالنظام العربي الرسمي يتطلع بجدية للتخلص من المقاومة لانها اظهرت عجزه وعيوبه.

المهم ان تصورات الناس حول قرب انتهاء الحرب وهدنة طويلة هي مجرد رغبات ربما تكون بعيدة التحقيق. ومع ذلك فأن الامل بتغيير الحال قائم خصوصا ان 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وصمود غزة اعاد القضية الفلسطينية الى واجهة اهتمامات العالم. كما ان حل الدولتين الذي قيل انه  مات عاد الى الحياة بقوة خصوصا مع تراجع قوة اليمين الاسرائيلي وتحرر الكيان من فكرة طرد الفلسطينيين. وانشالله تكونوا سالمين.

Exit mobile version