سيجني العرب، بعنوان قضيتهم المقدسة فلسطين، “ثمارا شهية” من الزيارة التاريخية التي خصهم بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من دون سائر الخلق في دولهم الحليفة او الصديقة او المتطلعة إلى التحالف (ولو من موقع التابع) مع امبراطور الكون..
بين اول ما جنوه تفرد الرئيس الاميركي بأن يطير مباشرة، وفي حالة غير مسبوقة من الرياض إلى الارض المقدسة فلسطين، ثم أن يقوم بزيارة حائط المبكى (او البراق)، وهي سابقة لم يرتكبها سابقوه من الرؤساء الاميركيين الذين سبق أن زاروا الكيان الصهيوني من الرؤساء الاجانب… ربما لان هذه الزيارة تزامنت مع الذكرى الخمسين لقيام هذه الدولة العنصرية بالقوة الوافدة والخيانة المقيمة.
أما الثمرة المسمومة الثانية لهذه الزيارة فهي إقدام رئيس الحكومة الاسرائيلية على عقد جلسة لمجلس وزرائه في القبو الواقع تحت حائط المبكى… وهذه ايضا سابقة تاريخية لم يجرؤ على ارتكابها أي رئيس لحكومة اسرائيل منذ اقامة هذه الدولة بقوة التواطؤ الدولي والتخاذل العربي وافتقاد الشعب الفلسطيني وحدة القيادة ومصادر الدعم الفعلي بعيداً عن اناشيد الحماسة بعنوان “يا فلسطين جينالك”..
وأما الثمرة المسمومة الثالثة فهي غياب فلسطين، كقضية مقدسة، عن جدول اعمال القمم الثلاث التي انعقدت، على مدار الساعة في الرياض احتفاء بالرئيس الاميركي، وهي سعودية ـ أميركية، وخليجية ـ اميركية، وعربية ـ اسلامية ـ اميركية، تخللتها فواصل من “العرضة” التي اجتهد دونالد ترامب في تعلم ايقاعاتها المتتالية بينما السيوف المذهبة ترتفع وتنخفض لطرد النعاس..
مع ذلك فقد جنى ترامب من زيارته التاريخية اكثر من ثلاثة الاف مليار دولار، دعماً لميزانية إمبراطوريته المتعثرة في عجزها، عدا عن مبالغ هائلة تدفع في المستقبل لحماية وتيرة التقدم في الولايات الاميركية المتحدة والقضاء على البطالة… بينما البلد المضيف يعاني من ازمات اجتماعية قاسية ويعيش الملايين من اهله ضائقة اقتصادية حادة، في ظل الاهمال المتعمد لأوضاعهم البائسة..
أما خلال الساعتين اللتين امضاهما ترامب في ضيافة رئيس السلطة التي لا سلطة لها في بيت لحم، فقد كان الوقت اضيق من ان يتسع للبحث في هذه القضية الفلسطينية المعقدة والتي تستعصي على النسيان.
وبطبيعة الحال فان وقت هذه الزيارات المتسارعة للأماكن المقدسة في المشرق العربي فقد ضاق عن استذكار المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال الاسرائيلي تحت عنوان “الامعاء الخاوية”..
ومن الظلم أن يطالب الممتلئة كروشهم حتى التخمة بما لذ وطاب من اصناف الأكل والشراب بأن يستذكروا المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال.
أما أن يطالب هؤلاء بثلاثين من الفضة لأطفال فلسطين المحتلة في مدارسهم الفقيرة، او لمرضاهم في المستشفيات القليلة ناقصة التجهيز، فأمر يتجاوز المعقول..
فأما الانفاق على غارات قتل اليمنيين في بلادهم ذات التاريخ، والتسبب في نشر مرض الكوليرا الذي يتهدد حياة الملايين، نساءً ورجالاً وأطفالاً على وجه الخصوص فأمر شرعي ومشروع في “الوهابية” التي يدعي أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة ـ كذباً وبهتاناً ـ انه يرجع بنسبه إلى الداعية محمد عبد الوهاب، مؤسس الوهابية العظيم..
وأما المشاركة في تدمير العراق وسوريا، اضافة إلى اليمن، فذلك في جوهر تلك الدعوة التي اصطنعت ملكاً مذهباً.. في خدمة المؤمنين في العالم، وعلى رأسهم “البروتستانت” حيثما وجدوا، في الولايات المتحدة او في بريطانيا او في سائر رياح الارض.
ينشر بالتزامن مع السفير العربي