طلال سلمان

تحية لقرار شجاع

تستحقين أيتها الدكتورة، عالية الثقافة، راسخة العروبة، المثقلة بمشاعرك الإنسانية، التي لا تقبل الكذب والتحايل، وترفض أن تكون موظفة ترتبط أهميتها بحجم راتبها وتعويضاتها،

تستحقين يا ريما خلف مثل هذه المكافأة على جهدك غير المسبوق، على رفضك أن تصمتي عن الخطأ،

تستحقين أيتها المناضلة التي أخطأت العنوان فظنت أن الأمم المتحدة منظمة دولية لخدمة الشعوب المقهورة في هذا العالم، المطرودة من أوطانها كما الشعب الفلسطيني والتي تعيش القهر في أوطانها بدولها المرتهنة للخارج، كما في سائر أنحاء الوطن العربي الكبير،

تستحقين أشد العقوبات: لقد نظرتِ فرأيتِ، وقرأتِ ففهمتِ، وعلمتِ فأخبرتِ العالم بحقيقة ما عرفت، وكشفتِ الفضائح التي يتستر عليها من قبلك وتغاضى عنها أصحاب المناصب العليا في هذه المنظمة العجوز، عرباً وغير عرب.

أما التقرير الذي أعددت، مع فريقك الذي كان ميتاً فأحييتِ، وكان يائساً محبطاً فأعدت إليه الأمل وأعشت فيه إيمانه بالأمة وبالقدرة على الإنجاز، أقله بكشف الحقائق المطموسة قصداً والتي يراد أن تظل مجهلة ومجهولة بما يحمي الأنظمة الفاسدة والمنظمات الدولية التي صارت تكايا لتوظيف العاطلين.

من زمان لم نقرأ تقريراً نابضاً بالصدى، غنياً ببعض وقائع حياتنا من دون كذب أو مبالغة، ومن دون مجاملة للأنظمة المتسببة في ما نحن فيه من بؤس، ومن دون نفاق للمنظمات الدولية التي علقنا عليها الآمال العراض متوهمين أنها مرجعية العدالة والانصاف فإذا الستار الواقي للدول العظمى ومبرر جرائمها كما في فلسطين.

دكتورة ريما خلف

أيتها المناضلة في ميدان لا يقبل المناضلين

المقاتلة ضد طواحين الهواء، والهواء عواصف تعصف بأوطاننا ودولها الهشة لمصلحة القوى العظمى المسخرة قدراتها لخدمة العدو الإسرائيلي.

ريما خلف

أيتها الشهيدة ولا مشيعون

حياك الله على بسالتك وعلى رفضك أن تكوني شيطاناً أخرس.

وسيكون الشرفاء في هذه الأمة معك

خصوصاً وقد رصعت صدرك الآن بوسام الشجاعة

أيتها الرقيقة حتى لتحملك نسمة والتي أثبتِ أنك أشجع من طابور من الفرسان.

سامحك الله، أيتها الصديقة، ألم تعلمك تجربتك العريضة في الحياة أن إعلان الحقيقة جريمة عظمى؟

ها أنت الآن تعرفين

مع ذلك فنحن الآن نحبك ونحترمك ونقدرك أكثر.

كلمة القيت في نقابة الصحافة اللبنانية لدى تقديم الدكتورة ريما خلف استقالتها من الامم المتحدة على خلفية حذف التقرير حول الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد)

Exit mobile version