بانتظار طلوع الشمس. في موعدها. لا يؤخر من ذلك شدة القصف ولا يقدم. وكأن الطبيعة تقول للاحتلال مهما تفعل لن تمنع شعاع الشمس من دخول غزة. فالشمس ليست مصدر طاقة يستفيد منها كل من لديه الواح شمسية يخزن منها كهرباء تفيده. بل هي مصدر اضاءة لتبيان حجم الجريمة. وايضا لإظهار حجم صمود غزة. الشمس تظهر ان غزة كبيرة بأهلها وحرارتها وانها أقوى من آلاف اطنان القذائف الامريكية التي تسقط عليها. غزة المحاضرة تشعر انها حرة في مقاومة ظالميها ومشردي شعبها من أرضهم وتعتقد انها اهل لذلك.
وعن التوتر والخوف كلمة. كشخص مر بتجارب الإضراب عن الطعام اكثر من مرة في سجون الاحتلال يمكن القول ان اشد الجوع هو جوع فقدان وجبة واحدة. فلا فرق بين جائع يفتقد الطعام منذ خمسة أيام وجاع يفتقد الطعام منذ نصف يوم. الحد الأعلى للجوع واحد. وبعدها كل الجوع سواء. صحيح ان الفارق يتحول إلى مقدار الهزال الذي يصيب المرء جراء الجوع وليس الجوع ذاته. وهذا ما يسرى على التوتر والخوف. وبصدق مع مرور الوقت لا يزدادان اكثر. فالجامعة يتعود عليهما بحالتهما الأقصى. والمهم ان يحافظ المرء على عقله فهذا يمنع ان يدفع الخوف والتوتر العمى إلى غير المعقول والمنطق. دمتم بالف خير بعيدا عن الجوع والخوف والتوتر.