طلال سلمان

بكلمات

1 نحن والذي تَبدَّل في السِراي
كاتبٌ صديق لا يغيب قلمُه عن جريدة كبيرة، يلجّ لكي لا نظلَّ ساكتين تِجاهَ ما حصل في السِراي مِن »تبدّل رائع«، كما يقول.
رددنا بهاتين:
الأُولى: لماذا تَعتبر موقفَك أنت غيرَ كافٍ، وتريد مؤازرَته كذلك بموقف مِنّا؟
الثانية: نحن غالباً ما نتّخذ من السِراي موقفاً غير مبال لا للأَسباب الزغتورة التي تشغلُ أَكثَر المعنيين بالشأن السياسيّ. السِراي الذي ندعمه نحن هو الذي سيتَّخذ القرارات التي غابت منذ غياب فخر الدين الثاني.
ومنها:
رَدُّ لبنان بلداً يَتنافس مع إِيطاليا وفرنسا في الفَنّ والعِلم.
عملُنا كلَّ سنتين أَو سنة، على إِطلاع ولو بعلبك واحدة. مبرَّةٍ حضاريَّة يُسمع بها في آخر الأَرض. ذلك لكَي نعوِّض عن تغيّبٍ لنا طال.
رَفْعُ دخلنا الأُمْوِي من 15 ملياراً إِلى ستَّة أضعافه أو إِلى سبعة أَضعافه وهو ما نقدِر عليه.
إدخالُ لبنان في عقد الدول ال16 التي شرعت تحقِّق الرومنطيقيَّة الثالثة. عَنينا الأَخذ في إسكان الجنس البشريّ خارجَ الأَرض كذلك.
وزِدنا:
حتى ذاك الذي سُمِّي، في عصرنا، »العدالةَ الاجتماعية«، كالتطبُّب المجانيّ، والتعلُّم المجانيّ، ومَنْحِ المُسنّين ومَن في وضعهم راتباً تقاعدياً، هذا كلُّه نكاد نجده صغيراً.
بعد هذه ترى سيكفّ صديقُنا عن ملاحقتنا بضرورة أن نشاركَه حَماستَه؟
2 قلمُه يقطُر كرامَة
كلمةُ كبير محرّري »السفير« وصاحبُها، التي صدرت افتتاحيّةً في هذين اليومين وهي حول ما يَحصل في مدينة الناصرة تَسنّى لنا أن نَقرأَها خمسَ مرات لزوّار بيتنا. وقد نقرأها لزوّارٍ كُثُر سواهم. ودوماً كنَّا نفعل والدمعةُ تتلألأ على الهُدب.
مِن الأَقلام ذاك الذي يكتب تلفُّه الكرامة.
ونتصوَّر مدينة الطفولة، طفولة المسيح، تُعْلي الصوت تقول:
طلال سلمان، شكراً.
3 مِن الشِعْر المُوجَع على عُلُوّ جَبين
يَشاؤونَني، رَدّاً عليها تَخابَثَتْ،
أَروح، أَنا بالمِثل، أَقتَرِفُ الخُبْثا
لَتنكِرُني أُمّي، أَقول، تُرابُها
يُناشِدُني: »أَفديك لا تَجْرَحَنْ أُنثى!«
4 في يوم الصبَّاح
في هذين اليومين، كانت النبطيّة خليقةً بابنها حَسَن كامل الصبّاح.
الصبّاح عالِمٌ كان ذات يوم الشُغْلَ الشاغل لأوساط العِلْم في أَميركا، ومن اختراعاته ما لا تزال التكنولوجيا تنعم به وستبقى. ذكرى مرور مئة سنة على ولادة الصبَّاح كانت مناسبةً غيرَ عاديّة. فما كنتَ تمرّ في شارع من شوارع النبطيّة إلاّ وترى يافطةً، أَو قوسَ نصر، تُغنّي عظَمَةَ الصبّاح ووفاءَ مدينته.
دُعينا شخصياً لمشاركة المدينة الأثيرة إلى قلبنا فرحَها بابنها العالِم، وخصَّصنا لها باقةً من شِعْرنا بينها قصيدةٌ في إِجلال الصبَّاح.
أَمران لفتا نظرَنا. الأَول: قاعةُ المحاضرات في النبطية. إلى مثلها روعةً يَفتقِر معظمُ مدننا. الثاني: الحُضور الذي خاطبناه كان بين أرقى ما تسنّى لنا أَن نخاطب، هنا في لبنان وخارجَ لبنان.
بلى عِشنا، وصَحْبَنا في النبطيّة، ساعاتٍ ولا أَسعد.
مدينةَ الأَدب والعِلم، سيبقى يومُكِ يرُجُّ في القلب رجاً.

سعيد عقل

السفير، 1941999

Exit mobile version