آخر بلاء أصاب العرب أن النفط والغاز قد ظهرا، عموماً، في الصحراء، حيث لا قصور، ولا ميدان للخيل، ولا حظائر للجمال والغنم والماعز.
لقد ظهرت في الرمال القاحلة لصحرائهم البلا حدود خزانات لأسرار الحياة ومباهجها من الذهب واللؤلؤ والمرجان.
كانوا يقطعون البوادي سيراً على الاقدام، فاذا تيسر لأحدهم جمل أو حمار ركبه حتى يصل إلى مقصده قبل أن يعميه العرق ويضله ويدفع به إلى الصحراء البلا حدود.
فجأة، من دون خطة ومخططين، جاء من يستنطق الرمال فتبوح له بأسرارها، وتدله على مفاتيح السعد فيفتح سمسم الابواب للثروة وتنبت الارض الذهب والفضة، ويرتفع صاحب المفتاح إلى اعلى عليين، ويطلب وده الملوك والحكام في الشرق والغرب، ويدفعون اليه بالغلمان والجواري وشعراء الديوان حتى ليحسده هارون الرشيد وزبيدة ومعهما الامين والمأمون وابو نواس.
لقد حفيت اقدام الآباء من المشي فوق الرمال، حارقة، في الصيف مثلجة في الشتاء، وآن أن يريحوها، وان يأتي من يدلكها حتى تستعيد عافيتها ولياقتها.
هم اغنى من الملوك ومن القياصرة، وصناديق الذهب المطمورة في الحدائق وأسفل البيوت وفي ثنيات سطوحها تشهد لهم بالبراعة وبتجاوز المهندسين الذين يرسمون البيوت ويجعلون تحتها خزانات لها المصافي.
هم الأغنى: الم يحولوا الرمل إلى ذهب والموج إلى زمرد وحلق الاذنين إلى لؤلؤ تحت طبقة من العوسج والفضة بكل الاشكال والالوان.
هل تخاف على هؤلاء القساة، العتاة، ابناء الصحراء، من نتنياهو وامثاله من حملة المناشف والاكياس.. لو شاء واحد من هؤلاء الامراء لجعل نسل هؤلاء الاجلاف اثراً بعد عين..
لكن الصبر طيب، ونحن اهل الجمال لا هم، ونحن من يقرر اين ننيخها ولمن نوزع الهدايا.