لم يتأخر المغتربون في الولايات المتحدة – ديترويت – ميشيغان وسائر المدن داخل الحدود الاميركية او في كندا، كما في معظم عواصم الاغتراب في افريقيا والخليج العربي نجدة اهلهم في المحنة التي ضربتهم بوباء كورونا.
لقد بادر المغتربون الى ارسال مساعدات مالية وبعض معدات الاستشفاء، إلى اهلهم في بعض انحاء البقاع، وبالذات في بعض جهات بعلبك، ومنها شمسطار التي لها جالية محترمة في ديترويت- ميشيغان قصدها الرواد بعد الحرب العالمية الاولى، ثم أخذوا يتزايدون لا سيما بعد الحرب الاهلية، حتى غدت لهم جالية محترمة برئيس وهيئة تنفيذية.
ولقد تعمد الاقدمون في الجالية أن يعودوا ببناتهم الصبايا إلى بلداتهم، او أن يستقبلوا ابناء هذه الجالية من الشبان في بيوتهم لتكون صلة فصداقة فتنتهي بمصاهرة تعيد جمع اولاد البلدة، بالحلال، فلا تتزوج الصبايا الا من “الاهل” من مسقط الرأس، ولا يصاهر الطلاب من قاصدي ديترويت الا من “الاهل”… خصوصا وان الاغتراب يُسقط الخصومات المحلية، ويغلب عليها التعاون لمواجهة صعوبات الغربة في فيء بنات “اهل الضيعة” اللواتي يحتفظن بشميمها المنعش، ويؤكد عنه النزعة للعودة.. ولو لتفقد الحنانين من اهلهم الذين ابتعدوا عنه بدافع الحاجة، ولكنهم حافظوا على تقاليدهم واغاني الاعراس “كريِّم، كريِّم ، مد الكف واتحنى…”