طلال سلمان

الوعد بالأمل..

قال لي، عند الباب، وبينما هو يهم بالدخول:- لقد يئست منك، كلما التقينا تحدثني عن الغد بتفاؤل عريض، فإذا حاولت إعادتك إلى الواقع، اكتفيت بأن تهز رأسك وأنت تقول:- هذه عوارض المرض، ولسوف نشفى منه قريباً!.. منذ سنوات ونحن ننتظر هذه ال”قريباً” فلا تجيء.. تسقط حكومات وتشكل حكومات وهذه ال”قريباً” تبتعد بدلاً من أن تقترب..

قلت:- لكل حكومة مهمة وحيدة: أن تجعلك تترحم على الحكومة المنصرفة .. مجرد تغيير من في سرايا الحكم يبعث شيئاً من الأمل في نفوس الناس.

وهكذا يعيش الناس في حالة مراوحة الأمل واليأس حتى ينتهي الأمر بالنسيان.. ونعود إلى الدوران في الحلقة المفرغة..

صمت لحظة، ثم اقترب مني ليهمس في أذني:- أليس ممتعاً أن تمضي حياتك متنقلاً بين اليأس والأمل ثم الأمل واليأس حتى يتعبك هذا التتابع فتذهب إلى النوم في انتظار أن يمنحك الغد الأمل من جديد.

هممت بأن استوضح ما يقصده فأشار اليَّ أن أصمت، قبل أن يقول لي:- تذكر دائماً قول الشاعر: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..

قلت وانا أودعه:- أنا ذاهب لاكتشاف هذه الفسحة!

Exit mobile version