طلال سلمان

النكتة تهجر القاهرة!

ماتت النكتة في مصر، او انها تماوتت فغدت همساً، أو انها تُقال بالإيماء فيفهمها السامعون ولا يضحكون، لان الضحك نوع من “المعارضة”، اما النكتة المعلنة فهي المعارضة الثقيلة، و”الريس” لا يحب النكات..

وفي حين كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد أنشأ جهازاً لمتابعة النكات، وكان يضحك لها، ويعتبرها نوعاً من “المعارضة المدنية”، ويُطرب للأظرف منها، فلقد تحولت النكتة إلى تهمة، مؤداها “الاخلال بأمن الدولة” و”القدح والذم والتطاول على شخص الرئيس” كما فهمها انور السادات.

أما في العهد الحالي فان تصرفات “سيده” هزلية، فاذا اضفت إلى حركاته وتعبيراته المميزة وجمله الناقصة، واللوازم غير المسبوقة، و”القفلات” التي تُضحك اليتامى والايامى، أغنت الناس عن التنكيت، وباتوا يتفرجون على تعليقاته المرتجلة وتصرفاته التي تذهب بهيبة الفرعون، سواء في الداخل او في الخارج، وخلال زياراته الرسمية ولقاءاته مع الرؤساء والملوك والامراء والمشايخ.. وصعوده إلى الطائرة لتقبيل رأس الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، واستسلامه للرئيس الاثيوبي الذي يحاول تجويع مصر من خلال بنائه “السد العظيم” الذي سيحرم المصريين وارضهم من مياه النيل، او معظمها، وهي هي مصدر حياة اكثريتهم الساحقة.

قال لي احد الظرفاء: اصل كلام سيادته نكتة… بماذا تعلق على قوله مثلا: “لا، الحكاية مش كده.. ما هو يعني اصل الحكاية.. انتو فاهمين قصدي، مش كده…لا، دي مصر ماشية قوي. فاهمين. وانا بعيدها تاني: مصر ماشيه قوي!”.

طبعاً من المغامرة غير مضمونة النتائج أن تسأل، اصلاً، فكيف بأن تسأل: هي ماشية على فين؟

أما أطرف النكات فهي أن يدعي انه “صديق الرئيس الاميركي دونالد ترامب”، وهو ـ ببعد نظره ـ قد التقاه عشية معركة الرئاسة “لأنني كنت متأكد انه سينجح”.

الامر الوحيد الذي يزعج “الريس” أن ترامب لم يحصل على 99% في المائة، مع أن ذلك سهل جداً كما تدل تجربته شخصياً، وهي ديمقراطية بامتياز.. بشهادة العالم اجمع!

Exit mobile version