طلال سلمان

المقاومة طريق التحرير

نلتقي اليوم في ذكرى استشهاد الاسير البطل عبد القادر ابو الفحم في سجن عسقلان في الخامس من تموز /يوليو عام 1970 الذي شارك في اول اضراب جماعي ومنظم عن الطعام يخوضه الاسرى في سجون الاحتلال، وقد توالت الاضرابات عن الطعام بعدها في جميع السجون والمعتقلات الصهيونية وسقط فيها مزيد من الاسرى شهداء.

كل ذلك في ظل تقاعس المجتمع الدولي وعجز مؤسساته، الحقوقية والانسانية عن الزام الكيان الصهيوني باحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية في تعاملها مع الاسرى الفلسطينيين في معتقلاتها، حيث انها تقوم على سياسة العزل، والاعتقال الاداري، والاهمال الطبي وعدم توفير الرعاية الطبية للمرضى والاجراءات المذلة والمهنية بحق الاسرى والاسيرات وسوء ظروف الاحتجاز وتدهور الاوضاع وقسوة المعاملة، ووضع اجهزة التشويش، ومنع الزيارات، وفرض عقوبات على الاسرى، وعدم توفير العلاج اللازم، وقساوة في احتجاز الاطفال والنساء، حيث يتم تقييدهم بالسلاسل ومؤخراً استهداف واضح لقتل واعتقال هؤلاء في بيوتهم دون اي امر اعتقال قضائي، وكل هذه الممارسات مخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية، ومخالفة أيضاً لاتفاقية حقوق الطفل التي تنص بأنه “لايجوز ان يجري اي تعرض تعسفي، او غير قانوني، للطفل في حياته الخاصة، او اسرته او منزله او مراسلاته، ولا اي مساس غير قانوني بشرفه او سمعته”.

واليوم،

ومن هنا ندعو الضمير العالمي وكل المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان، وفي المقدمة منها الصليب الاحمر الدولي، ومجلس حقوق الانسان في جنيف، والمؤسسات الاممية والاهلية، الى التحرك سريعاً لالزام العدو الصهيوني بوقف الاعتقال الاداري قبل تفاقم الوضع العام للمعتقلين الاداريين الذين اعلنوا مؤخراً بدء اضراب متدحرج ويتسع مع مرور الايام وقد يصل الى اضراب جماعي رفضاً للاعتقال الاداري وهذا الاضراب تحت مسمى معركة “الوحدة والإرادة”.

ونطمئنكم أيها الأبطال من هنا من لبنان ان المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت، وكذلك الملتقى الشعبي العربي الموسع الذي انعقد تحت شعار “متحدون ضد صفقة القرن” بإنهم اكدوا الوقوف معكم متضامنين، وسيؤكدون في عملهم من الآن على وحدة الموقف الشعبي العربي، وتوسيع الحراك النضالي والتضامني، وتفعيل اشكال الدعم والمساندة وتعزيز قوة الضغط والتأثير ضد “صفقة القرن”.

ليكن اعلان بيروت طريقاً لتوحيد الامة ضد أعدائها،

الحرية للأسرى،

النضال العالمي من اجل إلغاء الاعتقال الاداري ضرورة ومهمة أممية لا يجوز التغاضى عنها،

المقاومة هي طريق التحرير لا طريق سواها.

كلمة القيت في الاعتصام التضامني مع الاسرى أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت، 11 تموز 2019

Exit mobile version