طلال سلمان

الكويت تساوي النساء بالرجال.. سياسياً

هي تجربة فريدة في إمارة صغيرة عانت آلاماً حادة، منذ استيلادها في أوائل الستينات كـ”دولة” وسط مناخ عاصف كانت تشعله تهديدات حاكم العراق، آنذاك، بطل ثورة 14 تموز 1958، الزعيم عبد الكريم قاسم، والذي كان يراها ـ ومعه كثير من العراقيين ـ بعض محافظة البصرة في العراق.

ولقد عشت، لفترة شهور في الكويت بين أواخر 1962 وربيع 1963، وشهدت حفاوتها، في قلب الخوف باستقلالها، لا سيما وأن القائد العربي الراحل جمال عبد الناصر قد تأخر في الاعتراف الرسمي بالدولة الخليجية المستولدة حديثاً، في انتظار “تسوية النزاع”.. وكذلك فعلت دول عربية أخرى بينها لبنان.. وكان العتب على الحكم الشهابي، آنذاك، عظيماً، وتعرض لحملة صحافية قاسية، تحاشياً للهجوم المباشر على عبد الناصر.

التجربة الجديدة أن دولة الكويت قد ساوت بين مواطنيها من الذكور ومواطناتها الإناث، في الحقوق والواجبات، بما في ذلك حق الانتخاب والترشح، ودخول المجلس النيابي والوزارة بصورة متكافئة مع أخوتها الذكور.

وبرغم المصاعب الكثيرة التي واجهت التجربة الكويتية الوليدة فقد صمدت هذه التجربة المستجدة في تلك الصحراء العربية الغنية بالنفط، والتي أحسن البريطانيون حراستها من “الأطماع السعودية” باقتطاع مساحة على حدودها مع المملكة المذهبة لتكون “المنطقة المحايدة”.. حتى لا تتعرض الكويت لحملات وهابية جديدة كالتي شهدتها قبل “الاستقلال”.

ولعل “الإنجاز الجديد” يساهم في حل أزمة التوريث اذا ما غيبت المقادير أمير الكويت المحنك و”العارف” بالشؤون الدولية، والوسيط الدائم في الأزمات العربية..

ولعله قد أراد تقديم هذه “الهدية” للكويتيين قبل أن يسترد الله وديعته.

 

 

Exit mobile version