طلال سلمان

القمة الملكية.. والخير الكثير!

..وانتهت القمة العربية، الملكية بامتياز، بأقل الخسائر:
لقد غاب او غُيب معظم رؤساء الجمهورية (سوريا اساساً، ثم العراق، وليبيا والجزائر واليمن ـ وان حضر البديل المخلوع)..
بالمقابل حضر الملوك واشباه الملوك من امراء الخليج: قطر والبحرين والكويت والامارات.. فضلاً عن ملك الملوك السعودي.
أما “السلطان” الاوحد فقد بقي في عاصمة سلطنته، عُمان، يتابع من مسقط عمليات اعادة ترميم القمة، التي افتقدت “الصوت المعارض” او”المعترض” حتى تبدى وكأن لبنان وحده قد حاول تعويض غيابه.. وان بطريقة ملطفة وغير مستفزة، مع انها أدت الغرض.
كان اصحاب الجلالة والسمو متفقين على تنازلات جديدة للعدو الاسرائيلي الذي اسقطوا عنه ملامح العدو، وخاطبوه باعتباره “شريكاً” وان اخذوا عليه تطرفه.. وهددوه بأن يشكوه إلى “المرجع الاخير” في واشنطن، مع وعيهم بأن دونالد ترامب هو الاكثر تطرفاً.
لا بأس من ارضاء البيت الابيض، ولو على حساب فلسطين، ففيه الخصم والحكم، اذن نعتمد القاعدة الذهبية: اعطِ ترامب فتأخذ من نتنياهو..
لكن واقع الامر ان نتنياهو يأخذ من ترامب ولا يعطيه..
والملوك وسائر الامراء يريدون استرضاء الرئيس الاميركي الجديد الذي يصحو باكراً فيملأ الدنيا بتغريداته التي تصبح محور الحياة السياسية في العالم. لعله يطلق تغريدة تريحهم ولو لساعات.
من قال أن التاريخ لا يعود إلى الوراء: ها هم ملوك النفط وامراء الغاز يشطبون الجمهوريات فيتجاوزونها وكأنها غير موجودة، ويرجعون بالأحوال إلى بدايات النكبة، حين كانت الاكثرية الحاكمة ملكية، فسلمت بالأمر الواقع.
الخير كثير.. فلماذا لا نتصالح مع هؤلاء اليهود الذين يحبون الذهب فنعطيهم منه ونأخذ منهم الأمان، اما الفلسطينيون فأمامهم بلاد الله الواسعة، ونحن نؤمن لهم بطاقات السفر إلى حيث شاءوا.. خصوصاً اذا ما قبل ترامب رجاءنا فألغى قراره بمنع دخول الهاربين من اوطانهم، او اولئك الذين أُخذت منهم اوطانهم وتركوا للموت على ابواب الدول المحصنة بقرارات منع الملونين من الدخول.

Exit mobile version