العيد الفضي ل»السفير«
تحية من »السفير« للذين حولوا عيدها الى عرس للثقافة العربية
*****
تدخل »السفير« ربيعها السادس والعشرين وهي أقوى عزيمة وأكثر استعدادا لمواجهة التحديات القاسية التي تواجهها الصحافة المكتوبة عامة والعربية منها بشكل خاص، واللبنانية من ضمن العربية على وجه التحديد.
لقد أعطى الناس، كل الناس، »السفير« في عيدها، من عواطفهم ومن مساندتهم ما يعزز إيمانها بدورها الوطني والقومي، كما كانت المشاركة الواسعة لأجيال الشباب في احتفالها بعيدها توكيدا للتواصل بين الاجيال على طريق القضية الواحدة.
ولعل »السفير« قد نجحت، بفضل المساندة الممتازة التي تلقتها من زملاء أعزاء، والرعاية الطيبة التي أحاطها بها كبار المسؤولين والعديد من المستنيرين وأصحاب القرار، في تحويل مناسبتها الحميمة الى تظاهرة ثقافية كبرى أضافت الى رصيد بيروت ألقا، واكدت جدارتها بدورها كعاصمة للثقافة العربية عموما وللصحافة العربية خصوصا.
و»السفير« تتقدم بتحية إكبار من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، للفتته الكريمة، حين خص رئيس تحريرها بشعار الرئاسة، وقدمه اليه خلال استقباله المشاركين في ندوة »السفير« حول الصحافة العربية غدا.
ان هذه اللفتة الطيبة فعل ايمان جديد يصدر عن الرئيس اميل لحود بقضية الحرية وبحق الناس في ان يعرفوا وفي ان يعبروا عن أنفسهم بصراحة وبغير خوف من المحاسبة على الرأي، حتى لو كان مختلفا مع رأي أهل الحكم.
كذلك فان مشاركة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص من موقع ضيف الشرف في ندوة »السفير«، ومساهمته بالكلمة التوجيهية الممتازة في افتتاح أعمالها، كانت موضع تقدير من قبل ذلك الحشد من المشاركين فيها، وفيهم اصحاب تجربة ثورية عريضة كالمجاهد الرئيس أحمد بن بله، واصحاب رأي وكتاب ومفكرون وزملاء ناجحون يتوزعون بامتداد خريطة الوطن العربي من المغرب (محمد اليازغي) الى الكويت (محمد جاسم الصقر) والسعودية (عبد الرحمن الراشد) مرورا بسوريا (صابر فلحوط) الى صحافة المهجر في لندن (»الحياة« بشخص جورج سمعان و»القدس العربي« بشخص عبد الباري عطوان) الى القاهرة العظيمة (»العالم اليوم« بشخص الاعلامي المتميز عماد الدين أديب) اضافة الى المنارتين العاليتين في بيروت (منح الصلح وشفيق الحوت) والى الناطق الشعبي باسم الديمقراطية في الاردن (توجان الفيصل)، والى صوت الجرح العربي، في العراق (أديب الجادر)، مع التنويه بدور عيوننا على الخارج وعلى صورتنا في الخارج (هشام ملحم، سامي كليب ومصطفى كركوتي).
اما التقرير الشامل الذي قدمه الامين العام لاتحاد الصحافيين العرب صلاح الدين حافظ فقد كان شهادة للصحافة العربية وللصحافي العربي في مواجهة الظلم والعسف والطغيان.
ومن حق نقيب الصحافة، في لبنان، محمد بعلبكي ان نتوجه اليه بالتحية، إذ أصر برغم الجراحة التي أجريت لتأمين سلامة قلبه، ان يشارك معنا في عرس الصحافة هذا، فكلف الزميل عضو مجلس النقابة جوزف أبو عقل، ان يتحدث باسمه وباسم النقابة.
أما زميلنا الكبير غسان تويني فقد أصر ان تكون المشاركة من طرف »النهار« كمؤسسة، للتدليل على صحة العلاقات داخل الجسم الصحافي في لبنان، وقد تأكدت هذه الصحة بمشاركة زميلنا الكاتب رئيس تحرير »الانوار« رفيق خوري.
ومن بين رجالات الدولة والسياسة الذين أكدوا بحضورهم الكثيف ومشاركتهم الشاملة، من حق الرئيس رفيق الحريري ان نخصه بالتحية، إذ أضفى بحضوره الشخصي، وبعد أسبوع واحد من وفاة والده المرحوم الحاج بهاء الدين الحريري، طابعا »ديمقراطيا« على الاحتفال الذي جمع أهل الحكم وأهل المعارضة، لا سيما انه قد حرص على البقاء معنا حتى لحظة قطع قالب »الكاتو«.
لقد كان الكل معنا، وشاركونا بل صنعوا لنا عيدنا.
كان معنا أهل الحكم، وأهل المعارضة والاعتراض، الهيئات الاقتصادية والهيئات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني كافة، وممثلون عن البلديات في أنحاء لبنان كافة، والاندية وجمعيات الكشافة والاتحادات الرياضية.
اما الصحافة ووسائل الاعلام في لبنان، وهي التي كانت حاضرة بكثافة وبوعي منها لخطورة المرحلة، فلها عميق الشكر لمشاركتها في تغطية الندوة الحدث، كما في تكريم الصحافة في لبنان عبر »السفير«.
لقد ساهمت محطات التلفزة جميعا، والصحف كلها، في إنجاح الحدث، محولة مناسبة »السفير« الخاصة الى عرس للثقافة العربية، ومنطلقا لاعادة التوكيد على خطورة الدور الوطني القومي الذي تلعبه الصحافة في نشر الوعي وفي تأكيد جدارة الانسان العربي في غده، في عالم التحولات الهائلة والثورة العلمية التي ألغت المسافات وكادت تلغي الهويات واللغات والحدود.
على ان الواجب يقتضينا التوجه بالشكر، ايضا، الى كل من ساهم في رعاية احتفالنا بفضية »السفير«، ماديا، الى جانب المساهمة المعنوية التي اشترك في تقديمها العديد من المسؤولين والقياديين في سوريا وفي لبنان وفي العمل الوطني الفلسطيني،
لقد بادرت نخبة من رجال المصارف والاعمال الى تقديم رعايتها مشكورة، ومن حق هؤلاء علينا ان ننوه بمبادرتهم وان نتوجه اليهم بتحية خاصة وهم، مع حفظ الألقاب:
1 عدنان قصار رئيس غرفة التجارة الدولية، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية،
2 الدكتور نعمان الازهري، رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر،
3 ريمون عوده، رئيس مجلس ادارة بنك عودة،
4 فريد روفايل، رئيس مجلس ادارة البنك اللبناني الفرنسي،
5 فرنسوا باسيل، رئيس مجلس ادارة بنك بيبلوس،
6 عبد الحفيظ عيتاني، رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والخليج،
أما الفنان الشاب والمصمم وليد فتوني فله تحية خاصة تقديرا لإبداعه في تقديم الحفل ضمن إطار من البهجة والاستخدام الممتاز للتقنية الحديثة (الكومبيوتر)، بالافادة من المواد الاصلية (المطبعة ومديريها ومرور الشعار على ما يشبه الصفحات البيضاء)..
لهؤلاء جميعا نتوجه بتحية تقدير،
أما أولئك الشباب الذين حركوا بروحهم الوثابة، وبشوقهم العارم الى التجديد والتغيير، الاحتفال، وكسروا »التقليدية« فيه، وأضافوا اليه بلمساتهم الفنية المتميزة، غناء ومسرحا وأعمالا سينمائية ولوحات، وحضورا منعشا، ما جعله أقرب الى الحفاوة بالغد منه الى الاحتفال بالأمس.
وانه لمما يشرف »السفير« ان تكون قد استطاعت، بجهد المشاركين معها ورعاة احتفالها، ان تضيف لمسة، وان تعزز الايمان بدور الصحافة، وان تكون ندوتها الممتازة قد تحولت الى حدث ثقافي بارز يشكل فاتحة لحوار صحي بين أهل الاعلام عموما حول دور هذا السلاح الخطير في الحاضر والمستقبل، في خدمة قضايا امتنا، وأهمها وأخطرها فتح باب المستقبل أمامها.
لم تكن خاتمة، بل اعلان عن بداية جديدة،
فهي ليست الا الخطوة الاولى،
انها ليست الا أول خمس وعشرين سنة فحسب،
طلال سلمان