طلال سلمان

السيادة بالسفارة ..

كاد الوزير سيزار أبو خليل يطير من الفرح وهو يشارك السفيرة الأميركية في بيروت، وضع حجر الأساس لمبنى السفارة الجديد الذي يكاد يكون بحجم مدينة في محلة عوكر، في الضواحي الشرقية لبيروت.

مرتدياً قبعة العمال، ممسكاً بالرفش، مبتسماً بسعادة وكأنه المالك، سعيداً بهذه المهمة النبيلة وكأنه يبني محطة ضخمة لتوليد الكهرباء، تخفف من معاناة مواطنيه في مختلف أنحاء البلاد.

انه انجاز وطني عظيم: سفارة أكبر مساحة (وتأثيراً) من القصر الجمهوري والسراي والمجلس النيابي معاً، لتتسع للقرارات السيادية المتصلة بحماية استقلال وطن الأرز.

وبالطبع فلسوف يكون لسفارة الدولة العظمى ميناء على البحر لبوارج الصداقة ومدرج لمطارها الخاص داخل أسوارها، الذي سيكون فسيحاً بحيث يتسع لطائرات التدخل الحميم حماية لحرية القرار الوطني.

انه مطار بحجم دولة عظمى، توكيداً لروابط التحالف مع هذه الدولة الصغيرة، لبنان، التي اصطنعتها “الدول” وتقوم على حمايتها من محيطها كما من شعبها..

“الدول” ذاتها التي تمنع وحدة شعبها وتوزعه على حماته بعنوان طوائفه ومذاهبه وهي شتى.

..  واذا كان وضع حجر الأساس لمبنى السفارة ـ السراي قد استدعى مشاركة وزير فان الاحتفال بافتتاحها سيستدعي حضور الرؤساء الثلاثة والحكومة مجتمعة، والمجلس النيابي بنصابه كاملاً، تدليلاً على السيادة والاستقلال والعزة والفخار..

وربما استدعت ابطال لبنان التاريخيون فخر الدين المعني الكبير والأمير بشير الشهابي متعدد الأديان ليشهدوا العرس الوطني الكبير بافتتاح السفارة الكونية في الوطن الصغير..

و”راجع، راجع يتعمر

راجع لبنان

راجع يتعمر أحلى ما كان..”

Exit mobile version