طلال سلمان

السباق المذهب إلى العدو..

ماذا يدفع بدول الخليج إلى التسابق للإعتراف بدولة العدو الإسرائيلي وإقامة العلاقات معه، سياسية واقتصادية و..و..و..؟

أن هذه الدول التي أقامتها ثرواتها الطبيعية (الغاز والنفط) بعيدة بما يكفي عن فلسطين، ثم أن أبناء فلسطين لهم دور لا يُنكر في بناء هذه “الدول” بينما، هم المقاتلون، المناضلون، الفدائيون، العمَّارون، الأساتذة، الأطباء، المهندسون، والمدَّرسون الذي علمَّوا أبناء الخليج كافة، وفرحوا بنجاحهم باعتبارهم أبناء أخوتهم والسند الذي يحتاجونه لقضيتهم المقدسة..

باختصار للفلسطينيين فضل عميم على الخليج ب “دوله” كافة. لقد أعطوا من أعمارهم سنوات طويلة، كما أعطوا خبراتهم وما توفر لديهم من علوم، وأخلصوا لهؤلاء “الأخوة الأغنياء”، فرعوا صغارهم، وحموا نساءهم، وبنوا ديارهم بجهد القلب واليد والعين والعلم المكتسب والخبرة المكثفة… أي أنهم أعطوا زهرة أعمارهم لإخوتهم في الخليج فعَّلموا صغارهم ودربوا كبارهم على الأعمال والتجارة فرافقوهم إلى دول الغرب كمترجمين ومستشارين وأصحاب خبرة..

هم لم يعَّلِموا مجاناً بطبيعة الحال. لقد تقاضوا اجورهم مقابل عرق الجبين.. لكنهم كانوا يأملون أن يقف معهم وينصروا قضيتهم، وهم الأخوة الذين منحتهم الطبيعة كنوزاً من الثروات التي لم يتعبوا في التنقيب عنها أو في استخراجها أو في ترحيلها إلى الدول التي تحتاجها فتطلبها وتدفع ثمنها ذهباً..

وهم يحفظون لإخوتهم الأغنياء أنهم عاملوهم “كخبراء أغراب” في حين كانت الصدارة والرواتب المذهبة والإمتيازات غير المحدودة في السفر والإقامة في بيوت فخمة والإجازات وضمنها جولات حول العالم بداعي “تنمية الخبرات” وتعزيز المعارف.. للآخرين، الأجانب الخواجات، من الناطقين باللغات الحية، وليس بالعربية الآتية من الماضي..

*****

رحم الله من قال، في ماضي الزمان وسابق العصر والأوان:

أُعلِّمهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يوم              فَلَمّا اشتَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي            فَلَمّا قال قافِيَةً هَجاني

هل باتت إسرائيل أقرب إليهم منّا يا شيخ محمد بن زايد؟!

لكن أباك كان اكثر وعياً، وأطيب قلباً، وأنقى ضميراً، وأصفى عروبة.. لذلك أحبه العرب، واستقبلوه بالترحاب في مختلف ديارهم وأطلقوا اسمه على الشوارع والساحات في عواصمهم بل وتوجوه “زايد الخير”، خصوصاً وأنه اعترف بفضلهم عليه في بناء دولته الصحراوية الواسعة بمشيخاتها السبع؟

*****

قديماً كان ل “الخوارج” قضية يرون أنها محقة..

فما هي “قضية” خوارج هذا الزمن العربي الملطخ بخيانات قادتهم وانحيازهم إلى عدو الأمة؟

الجواب عند التاريخ الذي لا يُهمل شيئاً ويضع كل تصرف أو قول أو عمل في موقعه الصحيح!

وكل الإرتكابات يمكن تبريرها إلا الخيانة..

والسلام على من اهتدى!

Exit mobile version