طلال سلمان

الدخول إلى »الهوامش…«

قرأتُ هوامش طلال سلمان…
قرأتُها بحشرية، علَّه بسطوره العلنية يخبرني أسراره الخفيّة.
قرأتُها بتأن ودراية، فهي ليست رواية ولا مجرد خواطر ولا حتى سيرة ذاتية، هي ذاتٌ سُكبت لتظهر بعد خفاء، لتتضِّح بعد غموض هوامش طلال سلمان لم تُصِب في العنوان… فهي ليست هوامش، هي الاساس، هي مجموعة سُنن كل ما عداها هوامش (ربما اراد طلال سلمان فقط التأكيد على مقدرة الخروج من الهامش لاحتلال الحيِّز، وهو في ذلك مصيب).
قرأتُ هوامش طلال سلمان…
فرأيت فيها الخجول الذي يخفي خجله بنبرة العنف
رأيتُ فيها الحالِم الذي يحمي حلمه بستائر الواقعية
رأيتُ فيها الفقير الذي يسخر من الاغنياء، يبهرهم بما هو فيه مما لن يكون فيهم ابداً
رأيت فيها المثقف الذي لا يفرض على الغير ثقافته، بل يجعلهم يتحسّسونها، يرغبون فيها ثم يدمنونها.
رأيت فيها الوفيّ الذي يفاخر بوفائه، يكتنزه كالنبيذ، ويتحدّى به كل اصناف الخونة
رأيت فيها الانفعالي الرصين، المرح الحزين، الواضح المتناقض
وأهم ما رأيت فيها الثائر الذي يعشق أقصى الامور لا اوسطها، الذي يقامر بالحياة من اجل برهة
قرأتُ هوامش طلال سلمان، ولمّا فرغت منها ادركت انني لا اعرف طلال سلمان، او على الاصح لم اكن اعرفه، او ربما… لن اعرفه أبداً…

جورج عقيص

السفير، 1182001

Exit mobile version