طلال سلمان

الحزن .. بين بيروت والكويت!

ما يزال الحزن يرف فوق بيروت ويغمرها بغلالة من السواد تجرح كبرياءها، هي التي لم تعرف الحزن إلا نادراً وفي ظلال الحرب الأهلية- العربية – الدولية المعروفة.

تجاوز الحزن الأحياء التي نكبها ذلك الإنفجار المروع في مرفأ بيروت إلى الضواحي بل هو قد وصل إلى المدن الأخرى (طرابلس، جونية، صيدا وصور إلخ)..

ساد جو من التعاطف الأخوي في البلاد، وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون وذهابه إلى الجميزة متفقداً الأضرار حيث استقبله الأهالي بحنين واضح إلى أيام الإنتداب… ثم غادر واعداً بأن يعود. وقد عاد بعد شهر تقريباً فلم يجد في البلد حكومة ولا من يهتم بمصير من شردهم زلزال الحريق الناجم عن الإنفجار في المرفأ.. وهكذا قصد إلى أميرة الحزن فيروز، قبل أن يتابع سفره إلى بغداد في زيارة رسمية “مهدداً” بأن يعود إلى لبنان ليرى ما أنجزته الطبقة السياسية فيه خلال فترة غيابه.

على أن أهل الحكم منهمكون، بعد، في محاولة تشكيل حكومة جامعة، وهكذا جاءوا بسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب، وكلفوه، ثم أخدوا “يمرجحونه” .. روح وارجع لنا غداً، عسى تكون الغمامة قد انقشعت فيسهل تأليف الحكومة الجديدة.. لكن مصطفى أديب الذي عمل سابقاً مع الرئيس نجيب ميقاتي كمدير لمكتبه فضل السفارة على لقب “صاحب الدولة” فغادر، معتذراً بلا وداع، تاركاً أهل الحكم “يتسلون” بأخبار أزمة التكليف مجدداً، ثم تشكيل الحكومة الجديدة برئيس يرتضي تحمل هذه المسؤولية الثقيلة.

في هذه الأثناء تلتهب أسعار الحاجيات، بما في ذلك المواد الغذائية، وتخفى بعض السلع، ليعود التجار فيظهرونها بعد مضاعفة أسعارها..

والدولة في حزن على أمير الكويت.. وقد ذهبت جميعاً لتأدية هذا الواجب عوضنا الله سلامتكم ولا أراكم مكروهاً!!

Exit mobile version