طلال سلمان

الجريمة والعقاب!

اللهم لا شماتة، ولكن السياسة المتهورة لدولة من غاز مثل قطر تستحق ما اصابها على أيدي اهل النفط الذين نافستهم على الزعامة، كما على أيدي الزعيم المفرد دونالد ترامب، اذ اتهموها بدعم الارهاب وتخريب مجلس التعاون الخليجي والخروج على ارادة السعودية ومن معها، والاساءة إلى مؤتمر الخمسين دولة التي تلاقت في الرياض للترحيب بالضيف الاميركي الاستثنائي دونالد ترامب تحت لافتة الدين الحنيف وبذريعة مكافحة الارهاب.

لقد تجاوز العقاب مملكة الصمت الابيض والذهب الاسود ليشمل العديد من الدول العربية.. والاخطر اطلاق ترامب انذاره بضرورة توقف قطر عن تمويل الارهاب، مع الاشارة انها دفعت الكثير في هذا السبيل، ومطالبتها بطرد قيادة الاخوان المسلمين التي ساعدت الامارة من غاز على لعب دور يفوق طاقتها وقدراتها وعديد سكانها.. وهو دور تخريبي المطلق.

على أن القيادة الاميركية قد حرصت على الا تشمل التدابير العقابية ما قد يؤثر على حركة القوات الاميركية في المنطقة، انطلاقاً من قاعدتها العسكرية الكبرى في العيديد بقطر..

الملاحظ أن الدول العربية التي استفزتها سياسات قطر مؤخراً، لم تحرك ساكنا حين أقدم حاكمها على الاعتراف بدولة العدو الاسرائيلي والترحيب بسفارة لها في الدوحة وأوفد وزراءه إلى تل ابيب.

ومن نافل القول أن هؤلاء جميعاً قد شجعوها وحيوا مبادرتها حين باشرت تسليح المعارضات السورية، واستضافتها فأكرمتها في الدوحة، وقد لقيت تلك “المبادرة” الترحيب بل والتشجيع إلى حد المشاركة في انجاحها، فصارت مؤتمرات هذه المعارضة ذات التمويل السخي تعقد في الدوحة والرياض، بالتناوب..

الآن فقط اكتشفت واشنطن، بعد الرياض، أن قطر كانت “تمول الارهاب”، على مستوى عال جداً، وانها كانت تستضيف قيادات الاخوان المسلمين بعنوان الشيخ القرضاوي، وانها كانت تلعب دوراً تخريبياً في العديد من الدول العربية، بينها مصر وليبيا والسودان والعراق اضافة إلى سوريا الخ..

وقديماً قيل: المتآمر الفطن يسحب يده من المفتاح اذا ما عطس!

اما اليوم فيقال انه عندما يكون “القاضي” ترامب والمدعي العام ملكا، ومنفذ الاحكام البحرين التي يقتل نظامها المعارضين المعتصمين وهم عزل امام بيت كبير المعتقلين منهم، فلا يجوز التشكيك بسلامة الاحكام.

كذلك فأن العدو يأخذ ولا يعطي، وهكذا امتنعت اسرائيل عن “حماية” قطر بنفوذها في العواصم العربية فضلاً عن هيمنتها على قرار واشنطن، اقله في ما يعني العرب، كل العرب!

Exit mobile version