طلال سلمان

التهريج الانتخابي

يتواصل عرض المسلسل الكوميدي حول قانون الانتخاب.. في غياب الجمهور!

تتوالى التصريحات، المتشابهة غالباً، المتناقضة احياناً، تعنف اللهجات وهي تصارع الهواء، يحتدم النقاش المفرغ من مضمونه على الشاشات، تتعارض الطروحات التي يحاولون بها خداع الناس، يتشاتم “المحللون” وتجار “استطلاعات الرأي” وكل يحاول أن يثبت أن النتائج التي توصل اليها هي الادق.. يدوخ الناس في متاهة مشاريع القوانين التي تطرح، بعضها يزايد في العلمانية إلى حد تجاوز الشيوعية، والبعض الآخر يناقص في الطوائفية بحيث يغلب المذاهب على الاديان، ويلغي الروابط الوطنية بتقديم الطائفية والمذهبية على وحدة الشعوب.

ينسى “الرؤساء” مواقعهم الرسمية ومسؤولياتهم الوطنية، ويستذكرون مبررات زعاماتهم ويتصدرون الحملات والهجمات على ما يجمع، ويندفعون ـ بوعي كامل ـ في حملات تقسيم الناس وتفريقهم ووضع بعضهم في مواجهة البعض الآخر، ثم يزعمون انهم بذلك انما يعززون “الوحدة الوطنية”.

اذا ذهب الناخبون الى صناديق الاقتراع بطائفيتهم ومذهبيتهم الموجهة بأمر القابض على مصادر رزقهم فستكون النتيجة مجيء مجلس نيابي مهمته الفعلية تفجير الحرب الاهلية .. بالديمقراطية.

من زمان ليس في البلاد مجلس نيابي طبيعي: مجلس عاطل عن العمل لا يجتمع الا ليمدد نفسه ثم يغيب عن السمع، وعن الفعل طبعاً، حتى اذا انخفض مستوى التوتر في البلاد عادت اصوات النواب ترفعه بالأمر.. لتهيئة “الجو” للانتخابات بما يمهد للحرب الاهلية الموعودة.

خيارك محدد: الديمقراطية بما هي حرب اهلية أو “الستاتيكو” بما هو اعلان موت الشعب ليبقى النظام!

Exit mobile version