يصر “السلطان” اردوغان على استعادة “أمجاد الامبراطورية العثمانية” في زمان غير زمانها ومن دون مكانتها الدولية وسيطرتها على نصف العالم آنذاك.
وهكذا فانه بقدر ما يخضع ويتذلل لواشنطن، وبقدر ما ينافق “العدو التاريخي” الاتحاد السوفياتي، وريث روسيا القيصرية، فانه يتكبر ويتجبر على جيرانه العرب (سوريا والعراق)، وكأنهم ما زالوا بعض “رعاياه”، تارة يحاول اقتطاع بعض ارض العراق، وطوراً يتقدم داخل سوريا وكأنها ـ بعد ـ ولاية خاضعة للسلطان اتاتورك الذي مكنه بعض حلفائه الدوليين (بريطانيا وفرنسا اساساً) من اقتطاع كيليكيا واسكندرون من الارض السورية وضمها إلى تركيا..
..وها هو الآن يحاول اقتحام بعض الشمال وشرقي سوريا بذريعة مقاتلة الاكراد، وهم مواطنون سوريون، لكن العنصرية والشعور الكاذب بالتفوق يدفعانه إلى المغامرة، برغم أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد حذره من مثل هذه المغامرة، وقام بخطوة مباغتة اذ قرر سحب مئات الجنوب الاميركيين الموجودين في شمالي شرق سوريا.
كذلك فان روسيا التي لها أكثر من قاعدة على الشاطئ السوري، فضلاً عن مطار حميميم، لم تبلغه موافقتها على هذا الهجوم المباغت وغير المبرر بأي منطق… في ماعدا النزعة الاستعمارية.
وقديما غنى المنشد الشعبي المصري سيد مكاوي: تركي بجم.. أكل انسجم!
لكن ما كل ما يؤكل يفيد.. بل أن بعض المأكولات قد يكون قاتلاً.. حتى لو “انسجم” الآكل، وقال: زيدوني!
