هل تحدث المعجزة التي يتحدث عنها ويتوقعها »الأهالي« في البقاع الغربي، فيفوز فاروق دحروج بأحد المقاعد »المحجوزة« في هذه الدائرة ذات التشكيل الطائفي والمذهبي المتنوع وذات التراث النضالي العريق على طريق الأهداف القومية والتقدمية؟!
بالمنطق يصعب في الألفية الثالثة التسليم بالخوارق والمعجزات، لكن »الأهالي« في البقاع الغربي يقولون إنهم بالحساب سيتمكنون من اجتراح »معجزتين« دفعة واحدة ومن خارج أي توقع:
الأولى ان يخترقوا السد المشيد أمام لائحة يوصف أعضاؤها بالأقطاب، ويوصف بناؤها المرصوص »بعناية فائقة« بأنه مصفح ضد التشطيب.
والثانية أن ينجحوا في زمن اندحار الشيوعية وسقوط المعسكر الاشتراكي مع تهاوي الاتحاد السوفياتي، في إعادة الاعتبار الى »العقيدة« في هذا البلد المتنوع المناخات والذي يصعب انتصار العقائد فيه، وأن يختطفوا لأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني مقعدا لم يستطع حزب الراية الحمراء أن يصل إليه في عز النهوض وازدهار الحركة الوطنية الذي شكل لفترة طويلة منبرها ولسانها ومولد الحيوية السياسية فيها.
ولعل الأكثرية ممن سيعطون أصواتهم لفاروق دحروج لن يروا في الأمر اقتراعا للشيوعية أو للحزب في لبنان، بل لوجه وطني وديموقراطي، »ولإنسان آدمي« لم تمنعه حزبيته من أن يبقى على صلة ود بالجميع، ولم تأخذه العصبية الى مصادمات لا جدوى منها.
فاروق دحروج، الشيوعي الهادئ، والمناضل ضد الطائفية والطائفيين، والآتي من عائلة بقاعية طبيعية، يخوض معركة الناس الطبيعيين، بآمالهم البسيطة وتطلعهم الى »الستر«، وحقهم في إثبات وجودهم، ولو لمرة، وعن طريق الاختيار الحر.
هل ينجح البقاعيون حيث أخفق سائر اللبنانيين، فيشهد المجلس الجديد اختراقا نوعيا سيكون حدثا دوليا تطيّره وكالات الأنباء تحت عنوان مثير: نجاح شيوعي في بلد السبع عشرة طائفة، وفي ظل احتدام الصراع بين »الأشباح«؟!
أهل البقاع الغربي يقولون: غداً سترون، وان غداً لناظره قريب..