طلال سلمان

الانتفاضة مستمرة!

استولدت الانتفاضة الرائعة في لبنان “شعبا” في “وطن” بعدما كان الناس فيه مجموعة من الطوائف المتخاصمة، المتنازعة، الموزعة قطعاناً خلف زعاماتها التقليدية التي توظفها لأغراضها المباشرة خارج مصالحها العامة فضلاً عن مصلحة الوطن الذي ابتدع “كياناً”، بعد الحرب العالمية الاولى وتقاسم المشرق العربي بين بريطانيا العظمى وفرنسا.

على امتداد ثلاثة أشهر طويلة كانت شوارع بيروت وطرابلس وصيدا وصور وجل الديب وجونيه وزحلة وحلبا والقبيات في عكار، تنبض بفرح الشباب وحيويتهم وارادة التغيير، دون اي خلل أمنى او اعتداء على الممتلكات العامة والخاص، وان كانت المصارف التي امتنعت عن تلبية مطالب اصحاب الودائع فيها بسحب ما يكفي لتلبية حاجاتهم اليومية.

ربما لهذا تفجر الغضب على مقار المصارف، فأقدم المتظاهرون على كسر واجهاتها المصفحة .. وذهب حاكم المصرف المركزي إلى رئيس المجلس النيابي يشكو وزيره في المالية، فيحال هو إلى المحاسبة.. وتستمر قيمة الليرة في الهبوط والدولار في ارتفاع حتى يتدخل سلامة لوقف الانهيار، ولو مؤقتاً.

رئيس الجمهورية يتابع استشاراته ولا حكومة،

والرئيس المكلف يتابع تشكيل الحكومة الجديدة فيدوخ ولا ييأس،

والكتل النيابية عاطلة عن العمل،

والشعب يقترب من حافة الجوع..

أترى هذا هو العقاب الموجع على الانتفاضة الرائعة؟!

الجوع أعظم ايلاما من الرصاص..

وخواء السلطة يعطل القرار،

والناس في الشارع يصرخون ولا من يستمع فاذا ما استمع وعى واذا ما وعى لبى الحد الادنى من المطالب وعمل على رد غائلة الجوع عن الناس.

وفي محاولة بوليسية لطرد الناس من الشوارع أُتي بالزعران واصحاب السوابق لتشويه الانتفاضة وحرفها عن مسارها السلمي.

لكن الشعب اوعى مما يقدرون واذكى من أن يسقط في شراك الفوضى..

والانتفاضة مستمرة، ولو كره المحتكرون والحاكمون بإرادة الخارج!

Exit mobile version