طلال سلمان

الأسير الاكثر حرية من “قادة الأمة”

استذكرت جريدة “نيويورك تايمز”، ذات الهوى الصهيوني المعلن، عميد الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية الذي “يحتفل” اليوم بسنته الخامسة عشر أسيراً، مروان البرغوثي، فنشرت له مقالاً كشاهد وضحية لنظام الاعتقالات العشوائية التي تقوم عليه المنظومة الاسرائيلية غير القانونية بحق الفلسطينيين والتي عنوانها التمييز العنصري.
ومن المحزن الا يجد هذا المناضل الفلسطيني الفذ من يوصل صوته إلى “اهله”، ومن بعدهم إلى العالم، الا هذه الصحيفة الاميركية التي ـ مثل الحكومة الاميركية ـ لم تتعامل يوماً مع قضية فلسطين على انها قضية سياسية من الدرجة الأولى، وقضية تحرر وطني في مواجهة استعمار استيطاني لا يكتفي بسلب الارض من اهلها الذين كانوا على مر التاريخ أهلها، بل ينكل بهم قتلاً وتشريداً وسجناً بمدد مفتوحة وفق قانون المحاكمات العسكرية وأحكامه غير القابلة للنقض.
لقد نسي حكام العرب، ومعهم “السلطة” التي لا سلطة لها الا على بعض البعض من أرض فلسطين، قضيتهم المقدسة او انهم باعوها في سوق النخاسة.
من يعرف العرب عدد الشهداء في فلسطين التي تقتل كل يوم؟
من يهتم من “قادة العرب”، ملوكاً اصحاب جلالة ورؤساء اصحاب فخامة وامراء اصحاب سمو، بمصير شعب فلسطين الذي “باعوا” ارضه في سوق النخاسة حماية لعروشهم ومناصبهم السامية؟!
من يعرف منهم اعداد الشهداء من ابطال الجهاد من اجل التحرير، فتيات وفتية في عمر الورد؟ ومن يعرف كيف يعيش هذا الشعب الأسير المنقسم او المقسم بين سلطتين مرتهنتين احداهما في رام الله والأخرى في غزة، وكلتيهما مفلستين وعاجزتين عن حماية مواطنيها الاسرى من غارات القتل والتنكيل الاسرائيلية؟!
ويل لهذه الامة التي سجناؤها لدى العدو “أكثر حرية” من مواطنيها الذين شغلوا عن هويتهم بالطائفية والمذهبية والكيانية فأسقطوا من الذاكرة وطنيتهم وقوميتهم ومعها الارض المقدسة!

Exit mobile version