طلال سلمان

الأستـاذ الأميـر…

… وكيف تغادر، وأنت المنظّم والمنظَّم، بغير وداع، أيها المدير الذي جمعتنا بعد افتراق، ووحدت رأينا بعد اختلاف، وأشعت في بلدتنا التي كنت تراها مدينة، شمسطار، جواً من الألفة والتضامن، ونبهت الأهل الى حقوقهم على الدولة وإداراتها، والى انهم إن هم توحدوا أنجزوا وإلا ظلت «مطالبهم» مواضيع للثرثرة وتبادل اللوم حتى الاتهام بالتواطؤ؟!
كيف تغادر وأنت الجامع الموحد، تصرخ بالناس أن يتنبهوا الى شؤونهم وأن يستقووا بوحدتهم، وأن لا ييأسوا من صد الإدارة، وأن يبدعوا أفكاراً للنهوض ببلدتهم التي أنجبتهم ولها عليهم حقوق «الأم»، وأنها ـ بواقعها الرديء ـ شهادة على تباعدهم وتباغضهم وعزلة البعض عن البعض، وأن ليس بينهم بريء من تهمة الحكم عليها بالتخلف بينما نهض غيرها من البلدات وأقام أهلها فيها مراكز التنوير بقوة وحدتهم؟!
لمن تترك الثانوية التي أعطيتها من جهدك وصحتك ودأبك حتى غدت بين الأوائل في لبنان، مقدماً النموذج لزملائك الذين ساندوك وأكملوا معك المهمة، مضحين ببعض أوقاتهم الخاصة، ليصلوا بتلامذتهم الى أعلى مستوى ممكن ضمن ظروف شاقة، مغالبين الفقر وحملات التشهير ومحاولات الدس بين رفاق السلاح الذين جعلوا الثانوية مفخرة؟
لمن تترك مطالب «الضيعة» وقد كنت المصلح الاجتماعي ورافع المطالب المنسية، الساعي من أجل حدائق للأطفال، والعامل من أجل وحدة الصف وراء تحسين مستوى الحياة في شمسطار التي قصر أهلها في حقها بقدر تقصير الدولة أو أكثر؟!
لقد فارقتنا وبعض النخبة من صحبك قبل الأوان، وما كانت عادتك أن تتخلى عن مسؤولية، فلا مشروع الحسينية الجديدة اكتمل ومعها المكتبة العامة ولا تحققت المطالب في وصول مياه اليمونية كاملة الى مستحقيها، ولا الأوتوستراد تم بحسب خريطته، ولا البلدية تخففت من أثقال الإلحاق والالتحاق، ولا المصالحات التي سعيت لإتمامها قد تمت.
لقد كنت ضمير شمسطار، أيها الذي استحق لقب «المدير»، كما استحقه من قبل «المؤسس» السيد جعفر الأمين، وقلة من أسلافك الطيبين.
رحمك الله، أيها «الأستاذ»، وعوضنا عنك بمن يماثلك خلقاً وجهداً.
لن تنساك شمسطار أيها الأمير…

Exit mobile version