طلال سلمان

اسرائيل القومية.. والمتظاهرون بالشعار الغلط!

قررت حكومة العدو اعلان اسرائيل دولة قومية ليهود العالم، وسط صمت العالم، ما عدا اعتراضات خافتة وحيية من بعض الدول التي ترفض العنصرية وتدينها، وبالتحديد المانيا التي لا يمكن أن تنسى ما فعلته بها النازية، وبدرجة اقل الدول الاوروبية التي حكمتها احزاب شوفينية متطرفة.

لم يصدر موقف علني رسمي عن اية دولة عربية..

أما في “الداخل” فقد تحركت “الاقلية العربية” ـ صاحبة الارض وعمرانها عبر التاريخ، لتعلن رفضها القاطع لتهويد بلادها، ارضاً وشعباً، بقوة السلاح، والعجز العربي (بل قل: التواطؤ العربي)..

لم تنزل الجماهير إلى الشوارع تؤكد على وحدة موقفها مع شعب فلسطين وهو يدافع عن عروبة بلادها… بل واصل السوريون انشغالهم بالحرب على بلادهم وفيها، وتزايد قلق العراقيين من عجز النظام الجديد عن تشكيل حكومة تمثل الغالبية، بعد كف عملية التزوير واسعة النطاق التي قيل انها رافقت الانتخابات النيابية.

أما الممالك والامارات في السعودية والخليج فلم تسمع بالخبر، وهي ماضية في “تحسين” علاقاتها بدولة العدو، تحت الرعاية الاميركية، وماذا يهم أن تكون اسرائيل دولة قومية ليهود العالم، او لأكثريتهم، طالما انها قد باتت “دولة شرعية” في هذا الشرق العربي، تكاد تكون اقوى من مجموع دوله العربية، ولها علاقات مع اكبرها (مصر) ومع اصغرها (قطر) مع محاولة جادة لاستكمال اعتراف ما تبقى من الدول..

ولقد كان موقف الاقلية الدرزية نافراً وجماهيره تخرج إلى الشوارع حاملة علم الطائفة إلى جانب العلم الاسرائيلي، احتجاجاً على “استبعادها” حرصاً على الصفاء العرقي لدولة الاحتلال … وكانت هتافاتها مهينة لهويتها القومية، وكذلك للطائفة التي قاتل رجالها العدو الاسرائيلي، ضمن التشكيلات الفدائية، كما ضمن الجيش السوري، ومن بينهم أبطال مخلدون مثل سلطان الاطرش في الجهاد ضد الاستعمار، فرنسيا كان او بريطانيا، او اسرائيليا بغلاف يهودي محصن بالدعم الاميركي المفتوح، والتخاذل العربي، المفتوح ايضاً..

 

 

Exit mobile version