طلال سلمان

أيتها الدولة: ارحمي بعلبك!

ليست للدولة، رئاسة وحكومة وجيشاً وأجهزة امنية، عذر في هذا التقصير الفاضح، الذي يكاد يعادل التآمر والتعاون مع المجرمين بل السفاحين، فضلاً عن تجار المخدرات الكبار وتجار الاسلحة المعروفين، تجاه مدينة بعلبك، و”البعلبكيين” سواء في داخلها او في جوارها المهمل والمشطوب من ذاكرة الدولة.

أن المجرمين يسرحون ويمرحون في تلك المنطقة التي كانت “بلاد الخير”.

انهم يقتلون الابرياء، ويخطفون الامنين لتدفيعهم الفدية، يعتدون على المنشآت العامة والخاصة ولا من يحاسبهم.

وليست الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها المرحوم خليل صُلَح هي الاولى ولن تكون الاخيرة.

وليس ظهور نوح زعيتر، أحد أكبر تجار المخدرات، والذي يتجول بموكب مسلح في طول المنطقة وعرضها، تحت عيون رجال الامن واصناف المخابرات المتعددة، والمتهم بتحطيم معمل احراق النفايات قبل أن يباشر العمل، وهو الذي كلف أكثر من ثلاثة ملايين دولار…

ليس هذا الظهور المسلح هو الاستفزاز الوحيد للدولة بأجهزتها المختلفة، وللمواطنين على اختلاف انتماءاتهم، ولكنه التحدي الاكثر استهانة بالدولة وارواح الناس.

أن الجريمة الجديدة التي ارتكبها الفاعلون المعروفون جهاراً نهاراً تستفز الحجر، وتؤكد أن الدولة، كل الدولة، انما تستهين بأرواح مواطنيها، وتدفعهم دفعاً نحو الفتنة..

لماذا تمتلئ شوارع بيروت بمواكب الزعماء والوجهاء والوزراء وفي كل منها عشرات من رجال الامن، وامام بيوتهم عشرات أخرى، وعلى الطرقات والنواصي مئات لضمان سلامة العظماء..

ثم أن في المدن والبلدات والقرى آلافاً من رجال قوى الامن المزودين بأحدث السيارات والاجهزة..

فلماذا يبقى الأمن سائباً، والمجرمون طلقاء ويواصلون ارتكاب جرائمهم ولا من يحاسب.

قليلاً من الانصاف لأعظم مدينة في لبنان، بأهلها، لا بقلعتها، بعلبك!

Exit mobile version