نحن بخير، طمنونا عنكم!
الوطن العربي جميعه بخير، بألف خير، لا ينقصه الا الحرية والاستقلال والعيش الكريم:
● اما في لبنان حيث تستحيل الثورة لأسباب طائفية ومذهبية، اذ أن لكل طائفة من يرعاها ويحميها من الطوائف الأخرى، ولو بالتدخل العسكري، كما جرى اكثر من مرة (في العام 1956-1958وفي العام 1982، ثم “قوات الردع العربية” بأكثريتها السورية (1976-2005).. وها هو لبنان الآن يعيش سلسلة من الازمات والمصاعب التي تهدد وحدة شعبه، من دون أن تمس نظامه الطوائفي الذي “ابتدعه” الانتداب الفرنسي (بالتواطؤ مع البطريرك الحويك في العام 1920).
إن الشعب في الشارع منذ 17 تشرين الاول/اكتوبر من العام الماضي.. ولقد استقال الرئيس سعد الحريري تحت ضغط الشارع، وجاء حسان دياب، وانهارت الليرة وحلق الدولار عاليا جداً بحيث لا تطاله ايدي العامة ووقف اصحاب الارصدة امام ابواب المصارف يستعطون ارصدة اموالهم في المصرف، فلا يعطى واحدهم اكثر من ثمن وجبات قليلة من الطعام له ولعياله.. وادعت المصارف انها لم تعد تملك الكثير من الدولار، لأنها باعت دولاراتها من الخارج، وهي تلعب في ما تبقى لديها منها، ولا من يحاسب..
● أما سوريا فتكاد تصبح اثراً بعد عين، يتناتش ارضها الآن الاتراك في الشمال والشرق، قريبا من منابع النفط والغاز، ويسيطر الايرانيون على ضواحي دمشق والشرق لتأمين قدوم المقاتلين، في حين يتخذ الروس من طرطوس واللاذقية قواعد لجيشهم مع تمدد في اتجاه دمشق، حيث ارتكب الرئيس الروسي بوتين سابقة عبر استقبال رئيس جمهورية سوريا الدكتور بشار حافظ الاسد في قلب السفارة الروسية في دمشق، وهو خرق نافر للأعراف والسيادة وكرامة الشعب السوري.
● وأما العراق ففيه بقايا من حشود الجيش الاميركي من حول بغداد والبصرة على شاطئ مصب الرافدين (دجلة والفرات)، وفصائل من الحرس الثوري الايراني وبقايا “القوات الحليفة” التي اجتاحت العراق تحت الراية الاميركية في نيسان/ابريل 2003.. والحكومات تتساقط كأوراق الخريف، والدينار العراقي الذي كان يساوي ثلاثة دولارات ايام زمان، لا يساوي كلفة طباعته الآن..
أما الحكومات فلا تعيش الواحدة منها الا شهوراً، لتأتي بعدها أخرى سرعان ما تعجز عن مواجهة البؤس وغياب السلطة المركزية عن بعض المناطق، وتمنع الاكراد في الشمال، بالاستقلال الذاتي، مع أن رئاسة الدولة منحت لكردي منعاً للانفصال الكامل بينما لا يستطيع الاكراد حماية أنفسهم والبلاد نتيجة مطامع السلطان التركي اردوغان في خيرات العراق… علماً انه يضطهد الاكراد في سلطنته ويحرمهم من حقوقهم.
● اما في الغرب فان ليبيا قد باتت اثراً بعد عين، تتوزعها الميليشيات وقوات السلطان التركي وهي تتكون – بغالبيتها من اللاجئين السوريين إلى سلطنة اردوغان، نتيجة الحرب في سوريا وعليها.
وبالاستطراد فان التجربة الديمقراطية الفذة في تونس، وتخلصها من الحكم الدكتاتوري لبن علي تجاهد لتستمر وتبقى مع محاولة جدية للتحرر من الاخوان المسلمين ورموزهم في السلطة ممثلين برئيس المجلس النيابي والعديد من النواب.
● فأما مصر فقد اقفلت ابوابها على نفسها بذريعة الانصراف إلى التنمية، لكن ما يجري لليبيا قد استفزها بالتأكيد.. وهي تحاول ارجاء قرارها بالتدخل.. في حين أن السلطان اردوغان يتابع استفزازها واستدراجها إلى مواجهة مفتوحة..
● بالمقابل فان اثيوبيا (التي عرفناها تاريخيا باسم الحبشة) تستفز مصر والسودان ببنائها “سد النهضة” في أرضها مهددة البلدين بالعطش والنقص الحاد في المياه التي تلزمهما لري الأراضي والافادة من الزراعة، فضلاً عن تعديل مؤثر في درجات الحرارة، لا سيما في الصيف.
نحن بخير، طمنونا عنكم..
وقديما قال الاخطل الصغير، يوم اختير اميراً للشعراء في الرابع من حزيران/يونيو عام 1961 في قصر الاونيسكو في بيروت، وكان قد بلغ من العمر حالة العجز عن الحركة.. هذه الأبيات الثلاثة التي ختم بها ملفه الشعري:
اليوم أصبحت لا شمسي ولا قمري من ذا يغني على عود بلا وتر
ما للقوافي إذا جاذبتها نفرت رعت شبابي وخانتني على كبر
كأنها ما ارتوت من مدمعي ودمي ولا غنتها ليالي الوجد والسمر
ينشر بالتزامن مع السفير العربي