هوامش

السلاطين يقتعدون الكلمات فبمَ نكتب؟

لأن السياسة العربية مزيج من اليأس والتآمر والتذاكي واستنقاذ الذات ولو على حساب البلاد، ولأن الشخص أهم من الموضوع أو حتى القضية، ولأن الشكل أهم من المضمون، ولأن التحليل ثرثرة، والتعليق خطاب أجوف، والتوجيه أمر عسكري بنبذ التفكير والاجتهاد، ولأن الكذب مباح، إما بذريعة ان الضرورات تبيح المحظورات، وإما بحجة…

زرقاء حصين البحر: سعد الله ونوس

يستطيع سعد الله ونوس الادعاء أنه عاش دائماً خارج دائرة المباغتة. ليست حكاية تطير أو تشاؤم أو سوداوية في المزاج، انها مسألة قراءة للمستقبل في ضوء معطيات الحاضر بعيداً عن جموح العاطفة الشخصية ونشوة الحماسة الوطنية أو القومية. من زمان انتدب سعد الله ونوس نفسه لدور »الزرقاء« التي استعادها في…

غسان كنفاني يستعيد “فارس فارس” وإبداعاته..

الرواية هي الراوي، تماماً كما أن الشعر هو الشاعر، وغسان كنفاني كان نسيج وحده: فهو الرواية الراوي، والشعر الشاعر والرسم والرسام والنحت والنحات، والكتابة والكاتب.. كل ذلك من داخل إيمانه العقائدي الذي تزيد فيه الصوفية عن الالتزام الحزبي بغير أن تخربه. لذلك كان غسان كنفاني فلسطين أكثر مما هو الفلسطيني،…

ابراهيم مرزوق: الفنان والموقف..

عشرون عاما؟! إنه عمر ثانٍ، مع أن إبراهيم مرزوق لم يعش عمره الأول كاملا، وما زال يهوم في منطقة «الجامعة العربية»، ماسحا «الطريق الجديدة» بدءا من «سينما سلوى»، الى «دار الأيتام»، وكورنيش المزرعة وصولاً الى «صخرة قدورة» في عين المريسة، برموش عينيه المفتوحتين دائما على البشرى وعلى الأمل وعلى الوعد…

الموارنة يمنيون ومارون الناسك من صعدة؟!

… وفي التاريخ، أيضاً، «لا بد من صنعا ولو طال السفر»… وإذا كان بين مشكلات اليمنيين المعقدة أنهم لم يعرفوا بعد كيف يخرجون من التاريخ، بما هو «الماضي»، وأنهم يستوطنونه مسلكد ولباسد وعادات ونظام قيم، فإن بين ما يجهله اليمنيون أن تاريخهم ذاك ـ الذي لم يحفظوه بعناية ـ أغنى…

سر غسان تويني المحاصر بين جبرانيين واليأس..

يستعجل غسان تويني اليأس، تارة بذريعة السن وطوراً عبر المقارنة غير المبهجة بين ما كان وما هو كائن وما يتوقع أن يكون، فيخلص الى ما يشبه القرار المربك والمرتبك: أديت قسطك للعلى فانصرف الى التذكار! لكن الحياة لا تقبل اليأس، وهكذا ترى غسان تويني يقفز فجأة من لغة رثاء الماضي…

أدونيس وديوان الدم: لم يدخل هذا التاريخ ليخرج منه..

»ومنزل ليس لنا بمنزل«… »لا تلقَ دهرك إلا غير مكترث«.. »ان النفيس غريب حيثما كانا«.. » كأني عجيب في عيوب العجائب«.. » شيم الليالي أن تشكك ناقتي صدري بها أفضى أم البيداء«… »وجبت هجيراً يترك الماء صادياً««. »يضمه المسك ضم المستهام به«.. هذه سيوف المتنبي التي شق بها أدونيس التراث…

جسور منير العكش والأخرين

هاجرت الكلمات، هي الأخرى، ملتحقة بأدمغة أصحابها الذين افتقدوا الأرض، فجأة، ثم اكتشفوا أنها سحبت من تحتهم، فلحقوا بها، لكن الشمس ظلت في انتظارهم تبث الدفء في الزرع الجديد. ومن البعيد، وبعيون أقدر على الإبصار وأكثر وعياً بالحقيقة التي تكشفت أمامهم، قاسية كالغربة، غريبة مثل السياسة، معقدة كاقتصاد السوق، عاد…

كركلا: مسافر زاده الشمس

بعيداً بعيداً ذهب عبد الحليم كركلا، ولكنه لم يشأ ولم يستطع معاً ان يغادر جلده، بيئته، موروثه الثقافي من صهيل الخيل إلى الصوت الأجش العريض بحنانه لرجال وجوههم بلون القمح وأيديهم من صوان وأجسادهم بليونة السنابل وفي قلوبهم الهادرة ينبت الياسمين. يكاد يكمل عبد الحليم كركلا دورة كاملة حول الأرض….