على الطريق

كـلنــا فيــه الــداخــل

لم يتبق من فلسطين إلا «الداخل»… أي كل فلسطين. «الخارج» خوارج، يتوزع متناثراً بين «سلطة» أسيرة وشتات يحمل أرضه في روحه والمفاتيح قلادات عرائس، ويجلس فوق الحقائب في مخيمات يراها محطات على الطريق، في انتظار حلم العودة التي يعرف أن بوابتها النصر على الاستحالة. و«الخارج» مفتوح على الخارج البعيد، مقفل…

عن الديمقراطية التوافقية.. والانتخابات!

مع كل دورة انتخابية جديدة يدور الناخبون في لبنان على أسماء المرشحين على القوائم وحول من تضمه من “وجوه”، غالبها وارثة بالنسب او بالسلطة او بالمال او بها جميعاً، فينتهي الامر بعودة “الغالبية” من “الزعماء” و “الاحزاب” التي ورثت الاقطاع السياسي او اقتحمت المسرح بالنفوذ و”المال الحلال” إلى المجلس الجديد…

الهاربون إلى بحر الظلمات من الدول قاتلة الأوطان…

مقتول في وطنه، مرفوض من أهله، ملعون تُقفل في وجهه أسوار الجوار، إرهابي خطر لا تقبله الدول البعيدة خوفاً منه على أمنها ومعاش أهلها. العربي، سورياً بالذات، عراقياً بالاستطراد، يمنياً بالالتحاق، ليبياً يجر خلفه صورة النظام الذي ألغى الدولة وأهلها، صار كالطاعون، كالبرص، كالسرطان وسائر الأمراض التي لا شفاء منها،…

فلسطين البداية.. والنهاية

مُجدداً، أطلّت علينا القدس، بأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها، عنواناً لكرامتنا الوطنية والقومية المهدورة والمستباحة. شاهدناهم وكأنهم للتو يتعرفون على الأرض والتراب والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل نقطة تراب على أرض فلسطين. مشهد يُعيدنا إلى فلسطين التي أطلت علينا من غزة في الأمس القريب عبر بنايات كانت شامخة ثم أخذت تتهاوى…

مراجعة 13 نيسان… نقد الذات

لم يكن 13 نيسان/أبريل 1975 يوماً مفاجئاً لي. عندما غادرت منزلي في شارع أسعد الأسعد في الشياح، كعادتي كل صباح، متوجهاً إلى “السفير” في نزلة السارولا في الحمرا، كنت أرى في الشوارع والأزقة والأحياء الضيقة وجوهاً كئيبة وقلقة، فالناس تركض إلى يومياتها من خبز ومأكل ومشرب وملبس، وما لم يكن…

الأرض لا السلطة

الأرض بأهلها، وأهل فلسطين هم الفلسطينيون. هي من تعطي أهلها الهوية والأسماء الحسنى: القدس، الناصرة، بيت لحم، الخليل، رام الله، الشجرة، حيفا، يافا، عكا، صفد، طبريا، غزة، رفح، خان يونس، اللد، أسدود، إلخ.. .. ولقد احتفل الأهل بأرضهم فكان لهم منها العيد. الأهل في الأرض، الأرض في الأهل، لا هي…

الربيع الأميركي الأحمر!

يحب جورج بوش الألعاب النارية.. وها هو يُهدي أمه في العيد بدل الورد مدناً محروقة جاء بها من البعيد البعيد: من قلب التاريخ الإنساني العريق، ومن عمق جغرافيا الحضارة الإنسانية، بينها واحدة تسمى »بغداد« وثانية تسمى »بابل« وثالثة تسمى »نينوى« ورابعة لم يحفظ اسمها لصعوبته! ولأن جورج بوش مرهف المشاعر…

الفراغ … كضمانة لاستمرار الدولة!

اعتاد اللبنانيون أن يعيشوا بلا حكومة، وفي أفياء دولة متصدعة، وأحياناً في «الوقت الميت» بين حكومة مستقيلة لا تستقيل ومشروع حكومة برئيس مكلّف يعجزه الخلل في التوازنات في الداخل والضغوط من الخارج عن تشكيلها.بل أن اللبنانيين قد عاشوا، ولفترات طويلة بلا دولة كالتي لدى الشعوب الأخرى، أي دولة برئيس للجمهورية…

ميلاده الثورة

هو الآن مثل مصر: كلما ابتعد عنك ازداد اقتراباً منك، حتى إذا غيبه الأفق تماماً وصل حضوره في داخلك إلى ذروته. وهو الآن مثل ضميرك: ينبهك، يحذرك، يطالبك وقد يزجرك ليمنعك من التورط في ما لا نفع فيه لنفسك أو لأمتك، … وأحياناً تلتفت أنت إليه بالعتاب أو باللوم أو…

نداء إلى … من؟

باسم مئات “الشهداء بلا قضية”، باسم ألاف الجرحى الذين تساقطوا ويتساقطون في مختلف أنحاء لبنان برصاص الفرح أو الحزن، وكلاهما مثل صاحبه أعمى، باسم الأطفال الذين تنحر قلوبهم وتستلب عواطفهم وبراءتهم قبل أن يتعرفوا إليها ويمارسوها، باسم النساء المتشحات بالسواد، المجرحات الخدود، المفرغات المحاجر من الدمع وبريق الرغبة في الحياة،…