إكتشف غير التشاؤم. لقد أخذت حصتك من اليأس. آمن بالأمل. لبنان لم يعد يتيماً، لقد ولدت له أم ترعاه: حكومة بنصاب طائفي تام. لم يعد لدى الطوائف شكوى. حصلوا على الثقة، فامنحوهم الولاء، وكفُّوا عن النقيق.
من جهتي، بعد تشاؤم مفرط، اغامر بالتفاؤل. لا بد أن عهداً جديداً، قد تجدد. عهد قوي بحكومة الأقوياء. حكومة مدعومة من كل الأضداد. إيران راضية. سوريا تعد على اصابعها على حلفائها، السعودية سعيدة بما تبقى وما تيسَّر، ولن يتأخر في سداد كرمها، نكاية، على الأقل، بقطر.
مطمئن، أن الوزراء القدماء، قد أخذوا دروساً في الأمانة وتطبيق القانون، ومنع الهدر. لا علاقة للأخلاق ولوثتها في هذا الانحراف الايجابي. الأموال متناقصة، وأزمة خانقة في النقد والاقتصاد والمشاريع. ليس في اليد حيلة. الهدر، إن حصل، فهو بنسبة اخلاقية، تأخذ بعين الاعتبار، المخاطر التي تهدد البلد بالانهيار. وإذا عنَّ على بال هؤلاء ممارسة هواية الفساد، فسيمدون يدهم على اموال “سيدر”، ولكن النتائج غير مضمونة.
أنا، من جهتي، انتظر ألا يزداد حجم المديونية على الأقل. اراهن أن السلطة لن تتجاوز المئة مليار دولار ديناً. وهذا انجاز كبير. وإنني اصدق الوعود هذه المرة، “فسيدر” سيخلق عشرات الآلاف من فرص العمل. ستصبح البطالة ماضياً مضى، وسيشهد لبنان فورة في عدد ابنائه من الخليج المأزوم والسعودية فائضة الكرم، بسيولتها للراعي الاميركي.
طبعاً، ستنتهي ازمة الكهرباء. لا موتورات ولا عدادات ولا فواتير مزدوجة. هذا مضمون ومؤكد على الأقل. أما أزمة النفايات فستدخل في النسيان. الحكومة مصممة على “حرق دين الزبالة”، بعدما أحرقت “دين” اللبنانيين. وهكذا ستتحسن البيئة اللبنانية، ويعود لبنان إلى أغنيته “يا أخضر حلو”. طبعاً، لن تحل ازمة السير بكبسة زر. النقل المشترك على الخريطة، والسكة الحديد جاهزة على الورق وفي الادراج وليست بحاجة إلا القليل من الصبر. وصبر اللبناني لا ينفد.
كان صعباً عليّ تصديق عفاف القضاء. لكني هذه المرة، انا متأكد من أن امرأة قيصر ستكون حاضرة في المحاكم كافة. ستعود العدالة إلى نصابها، ويصل إلى كل ذي حق حقه. لا واسطة ولا فساد. ما مضى قد فات ومات، ولا عودة إلى بيع الاحكام وشرائها. والأجمل، أن الملفات ستُفتح على مصراعيها. سيسأل اصحاب الثروات والقصور والخدم والحشم، “من اين لكم هذا؟”. سيقرون بما نهبوه ولا عفو لهم. بل، يتراءى لي أن القسوة في العدالة، ستكون حكيمة جداً.
من حقي أن افتح عيني كل صباح على إعلام لا يندب. يتبارى في نقل الانجازات من دون مدائح. وقبل أن يُطفئ جهاز التلفزيون، يكون قد شارك في مشاهدة حوار بناء حول الاستراتيجية الدفاعية، التي، ولا شك، ستستفيد من سلاح المقاومة لمواجهة العدو الحقيقي. وبهذا يكون اللبنانيون قد اتفقوا على معرفة عدوهم. سيشترك في ذلك فريق “القوات” و”الكتائب” و”المستقبل”، وستحل مشكلة العلاقة مع سوريا، فقد تصبح شقيقاً لا بد منه في كل الاوقات، او، قد يتفقون على أن سوريا ولبنان بلدان مستقلان، مع أن هذا الاتفاق صعب جداً. ولكن فذلكة سياسية تجعل من هذا التحدي فرصة للجميع. قد…
طبعاً، البطاقة الصحية، ستضمن الاستشفاء للجميع. ستقطع اليد التي تمتد إلى الجامعة اللبنانية، وستعزز المدرسة الرسمية، وستطالب المدارس الخاصة والطائفية بالاستجابة لبؤس العائلات.
إلى آخره من الاماني. حتى جبران باسيل سيصبح أكثر شخصية محبوبة، وهذه معجزة، تضاف إلى معجزات “الحكومة القوية” و”الرئيس القوي” والدولة القوية.
“برافو” لقد صرنا دولة بالتمام والكمال.
تعليق: “يا غبي. هذه أضغاث احلام. لبنان، فالج لا تعالج”.